search

    أسطورتا العنابي: كرة الصالات ستنمّي المهارات الفنية لأطفال قطر

    وكالات

    صرّح عبيد جمعة، اللاعب السابق في منتخب قطر، أن مسابقات مثل بطولة الريان الرمضانية التي ترعاها اللجنة العليا للمشاريع والإرث تساعد على تعزيز المهارات الفنية لأطفال قطر. ففي حديثه مع موقع اللجنة العليا www.sc.qa على هامش الدورة الرمضانية، صرّح جمعة بأن تنمية الشباب في فترة ما قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 يجب أن تركز على اكتسابهم لمهارات فنية فائقة في التعامل مع الكرة مشيراً إلى أن الترويج لكرة الصالات يمثل إحدى السبل لتحقيق ذلك.
     
    وقال في هذا الصدد: "نرغب أن يتمتع أطفال قطر بمهارة التحكم في الكرة واللعب بالقدمين؛ فتلك هي الطريقة الآسيوية للعب كرة القدم.وقد  سجّل سعيد العويران، رأس حربة المنتخب السعودي السابق، هدفاً يعكس براعة فنية مذهلة في شباك بلجيكا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 1994 كما تنتهج اليابان منذ عقد أسلوب لعب قائم على الاستحواذ الفني. وتملك قطر لاعبين موهوبين لكننا بحاجة إلى نشر هذا النهج وسط طلاب المدارس الثانوية لكي يصبح أيدولوجية المنتخب الوطني في نهائيات 2022.
    وأعتقد أنه ليس هناك ما يبرر إرسال اللاعبين إلى أوروبا في سن صغير؛ فهم كالشتلة التي تحتاج إلى تربة المحلية لكي تزدهر وتنمو، وبناءً عليه يجب ممارسة كرة الصالات في كل مدارس قطر. وتبلي اللجنة العليا بلاءً حسناً في رعايتها لبطولة الريان؛ فبطولات كهذه ستساعد على غرس كرة الصالات في الثقافة القطرية".
     
    واتّفق عادل خميس لاعب منتخب قطر السابق والذي يشغل منصب رئيس بطولة الريان الرمضانية لكرة الصالات مع عبيد جمعة. إذ صرّح النجم الذي خاض 110 مباراة دولية بقميص العنابي في الفترة بين عامي 1984 و2000 من بينها كأس الأمم الآسيوية قائلاً: "نحن بحاجة إلى تبني الفلسفة الآسيوية القائمة على أسلوب اللعب الفني ولا شك أن كرة الصالات قادرة على تحقيق ذلك.
    يجب أن يبدأ هذا النهج في القواعد الكروية وصولاً إلى المنتخب الوطني. ولا شك أن اليابان تمثل  نموذجاً للتميّز في هذا الإطار؛ فهم يتفوقون على أغلب المنتخبات الآسيوية في الوقت الحالي، بيد أن أداءهم كان عادياً حين كنت لاعباً".  
     
     
    ويرى خميس أن كرة الصالات ستضطلع بدور بارز في تحقيق هذا الهدف. إذ قال في هذا الصدد: "تسعى أكاديمية أسباير في الوقت الحالي إلى غرس أسلوب لعب فني قائم على الاستحواذ على الكرة ولا شك أن الترويج لكرة الصالات في أوساط الأطفال يمثل خطوة رائعة على الطريق الصحيح.
    ولم تكن كرة الصالات معروفة في قطر قبل خمس سنوات لكنها الآن تملك منتخباً وطنيًا وآخراً للشباب في هذه اللعبة كما تملك أغلب أندية دوري نجوم قطر فرقاً محترفة في كرة الصالات، ناهيك عن دوري المدارس. وأنا على يقين بأنه بحلول عام 2022 ستتنشر ثقافة كرة الصالات في مختلف أنحاء قطر، كما أن الدور الذي تضطلع به اللجنة العليا للمشاريع والإرث  في تحقيق هذه الهدف سيمثل إرثاً مهماً لأول كأس عالم يحتضنه الشرق الأوسط".
     
    ويشارك عدد من محترفي كرة الصالات من بينهم لاعبو منتخب قطر وبعض الدول الأوروبية في بطولة الريان التي تعمل على الترويج للعبة. وفي هذا الصدد قال لوكاس دي أوليفييرا لاعب كرة الصالات المشارك في البطولة: "لا تزال كرة الصالات في مهدها في قطر ولا شك أن الطريق طويل لكنني على يقين بأن كرة الصالات ستزدهر في قطر بحلول عام 2022 لتكمّل ثقافة كرة القدم الراسخة في البلاد".
     
    وأضاف دي أوليفييرا الذي انتقل إلى الدوحة قادماً من البرازيل منذ ثماني سنوات قائلاً: "يمكن للشباب القطري نقل مهارات كرة الصالات إلى كرة القدم مثلما فعل البرازيليون؛ فلاعبون مثل رونالدينيو ورونالدو ونيمار صقلوا مهاراتهم بممارسة كرة الصالات. ومن خلال هذه اللعبة سيكتسب الجيل القادم من اللاعبين القطريين مهارات التحكم في الكرة في المساحات الضيقة ليسيروا على نهج نظرائهم في اليابان وكوريا وإيران".
     
    من جهته حثّ اللاعب الهولندي الإيراني محمد داري، الذي يدافع عن ألوان منتخب هولندا لكرة الصالات، الأطفال القطريين على ممارسة كرة الصالات قائلاً: "تتعلق اللعبة بحب الكرة؛ فاللاعب يلمس الكرة أكثر من كرة القدم التقليدية، كما تشهد مبارياتها لحظات مثيرة تظهر فيها المهارات والسحر وتشبه إلى حد كبير تلك اللقطات التي تبقى خالدة في ذكريات بطولات كأس العالم. كلنا نتذكر هدف دييجو مارادونا الثاني في إنجلترا في نهائيات 1986 وهدف دنيس بيركامب في الأرجنتين في نسخة 1998. هذه هي المهارات التي يمكن للاعبين تنميتها من خلال ممارسة كرة الصالات في مرحلة سنية مبكرة".
     
    كما أشار أمير مولكاري الهولندي المغربي والذي يلعب برفقة داري في المنتخب الهولندي أن السر في تمتع اللاعبين الهولنديين والبرازيليين بالمهارات الفنية الفائقة يكمن في ممارسة أنواع بديلة لكرة القدم مثل كرة الصالات. إذ علّق قائلاً: "كرة الشوارع تملك تاريخاً طويلاً في هولندا. لقد تعلمت أوروبا من يوهان كرويف كيفية اللعب بطريقة فنية، وقد سار على نهجه آخرون مثل رود خولييت وبيركامب وأرين روبين. فمن خلال الصالات يمكن لقطر أن تحظى بجيل مهاري يشبه بعض أساطيرنا".