بدر المطوّع : الكويت تريد استعادة إرثها الكروي
الفيفا
تفخر الكرة الكويتة بأن منتخبها الوطني كان صاحب السبق وأول من حقق الإنجاز للكرة العربية في القارة الآسيوية، عندما حقق الأزرق لقب كأس آسيا 1980 وبعدها مباشرة انتزع بطاقة التأهل لكأس العالم أسبانيا 1982 FIFA، بفضل جيل ذهبي ترك إرثاً كبيراً لبقية الأجيال.
وبعد مرور أربعة عقود على تلك المشاركة التاريخية، ها هو منتخب الكويت يتطلع من جديد لإعادة إحياء الأمجاد القديمة "ذاك الفريق هو فخر الكويت الذي رسم خارطة الطريق أمام بقية الأجيال التي أتت وحاولت وبذلك كل مجهود من أجل تكرار ما أنجزه هؤلاء الأساطير. لقد شاهدت المباريات عبر أشرطة الفيديو وما كان يبث عبر القناة الرياضية الكويتية، في كل مرة أشاهد تلك المباريات أزداد حماساً من أجل كتابة هذا التاريخ من جديد".
هذا ما بدأ به قائد الأزرق الكويتي، بدر المطوع حواره الحصري إلى FIFA.com من العاصمة الكويت خلال فترة الحجر المنزلي وتوقف النشاط الكروي بفعل جائحة كورونا، حيث تناول الهداف المتميز مسيرته رفقة المنتخب الوطني، والمشوار الحالي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢.
يشارك المطوع الآن مع منتخب الكويت للمرة الخامسة في التصفيات ويبدو حال الأزرق جيداً في المجموعة الثانية، حيث يأتي ثانيا متقدما على الأردن بفارق الأهداف وكلاهما خلف أستراليا بفارق نقطتين، ولكن مع بقاء 3 جولات أمام الأزرق، يملك الفريق مصيره بيده من أجل التأهل للدور النهائي من جديد "كثيرون لم ينتظروا أن نعود بهذه القوة، فمنتخب الكويت تم إيقافه في التصفيات الماضية وابتعدنا عن المنافسات، وبالكاد عدنا من خلال بطولات إقليمية في كأس الخليج وغرب آسيا، ولكن نجحنا خلال هذه الفترة من تكوين فريق جديد يملك المقومات من أجل المنافسة".
مضيفا "لدينا الآن ثلاث مباريات، أمام المنافسين المباشرين أستراليا والأردن ثم تايباي، هذا يعني أن الأمور متاحة في الملعب في حال حققنا النتائج التي نريد. مع تأجيل مباريات في الفترة الماضية، لدينا الآن الوقت للاستعداد من أجل هذه المباريات، علينا أن نستعيد لياقتنا البدنية والإحساس مع الكرة وأنا متأكد بان الإتحاد الكويتي سيضع خطة مناسبة لكي نكون في أتم جهوزية عند عودة التصفيات".
المرة الأخيرة التي بلغ فيها الأزرق الدور النهائي من تصفيات آسيا، كانت تلك المؤهلة إلى المانيا 2006، يؤكد المطوع "نعم تلك التصفيات قدمنا فيها أداء جيداً في الدور الأول، وكانت المنافسة قوية في الدور النهائي، وقتها حدثت بعض الأخطاء ولم يحالفنا الحظ لكسب ورقة الترشح. ولكن الآن أهدافنا كبيرة، قبل التصفيات كنا نريد أن نكون في المنافسة وها نحن بعد خمس جولات أعتقد بأننا قريبون جداً، وعلينا أن نستغل الموقف ولا نهدر الفرص".
حافظ بدر على تألقه رغم بلوغه 35 عاما، وامتلك أحقية المشاركة مع المنتخب الوطني. ومع تجديد دماء الفريق بجيل شاب لم يكن من الممكن الاستغناء عن خدمات القائد والخبير، حيث شارك في التشكيل الأساسي في أربع من المباريات الخمس، واشترك بديلا أمام الأردن في مواجهة التعادل السلبي التي جرت في عمّان، ولذلك فإن دور المطوع ظهر هاما للغاية "الحمد لله، فنيل شرف ارتداء قميص الكويت لا يضاهيه شيء، وهدفي دوما أن أخدم فريقي. لذلك أعمل على تطوير أدائي البدني من أجل كسب مكاني، ولكن دعني أشكر كل اللاعبين الذين يساندوني داخل الملعب، كلنا نعمل من أجل هدف واحد".
سجل المطوع ثلاثة أهداف كان من ضمنها هدف الفوز في مرمى نيبال عند الفوز الخارجي (1-0)، حيث يعتبر منتخب الكويت من أكثر الفرق تسجيلا للأهداف حتى الآن بعد أن هز شباك منافسيه بـ17 هدفا بالتساوي مع إيران. يقول بدر "في مثل هذه التصفيات فإن تسجيل الأهداف عامل مهم بالتأكيد، ولكن تركيزنا ينصب حاليا على الفوز بالنقاط وتحديد مصيرنا بأنفسنا. أمامنا 9 نقاط في الملعب، وسنعمل على تحصيل أكثر عدد منها، هذا هو الهدف الأول والرئيسي عند استكمال التصفيات بوقت لاحق".
لكن مع دخول هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات، يحتاج اللاعبون النصح ممن اختبروا مثل هذه الظروف، وبما أن المطوع هو الوحيد الذي عاش هذه الأجواء التنافسية فيتحتم على بدر أن يقدم المشورة لزملاءه في الفريق "الجميع يدرك أننا دخلنا المنعرج الأخير لهذه التصفيات، ولكل مباراة حساباتها الخاصة، وهي أشبه بنهائيات منفردة، وأتوقع أن يتضاعف الضغط خصوصا مع رغبة الجمهور في رؤية الأزرق يعود للدور النهائي من التصفيات ومواصلة حلم التأهل لنهائيات قطر ٢٠٢٢. خلال الفترة المقبلة سأحاول نقل خبراتي لبقية اللاعبين لكي نعمل سويا على تجاوز مراحل الضغط النفسي والتركيز على اللعب بافضل ما يمكننا من جهد بل وتقديم أكثر من 100% معتمدين على الروح القتالية التي يتميز بها لاعبو الكويت دوما".
يملك منتخب الكويت أفضلية تاريخية على منافسيه المباشرين في التصفيات، حيث سبق له وأن تفوق على أستراليا في تصفيات آسيا/أوقيانوسيا إلى كأس العالم الأرجنتين 1978، ففاز مرتين (1-0 و2-1) فيما جدد تفوقه على سوكيروز مرتين في تصفيات كأس آسيا. الأولى في تصفيات نسخة 2007 وجرت في الكويت 2-0 ثم في تصفيات نسخة 2011 بعد التعادل 2-2 ذهابا، نجح الأزرق هذه المرة في العودة من كانبيرا بانتصار مهم 1-0.
يتذكر المطوع تلك المواجهة "كانت واحدة من أكثر المباريات التكتيكية التي قدمناها خلال تلك الفترة. كانت المجموعة متقاربة بوجود سلطنة عُمان، وأتذكر أن النقاط الأربع التي حصلنا عليها أمام أستراليا كانت السبب في تأهلنا. ذهبنا إلى كانبيرا في الجولة التالية لخسارتنا المفاجئة أمام عُمان على ملعبنا، وكان يتعيّن علينا الفوز وإلا سنفقد الكثير من فرص التأهل. لعبنا المباراة بتركيز كبير، وعرفنا كيف نصطاد مرماهم بهدف في الربع الأخير من الشوط الأول، كنت قد أرسلت الكرة المباشرة داخل المنطقة وحولها مساعد ندا في المرمى. ورغم الضغط الكبير في الشوط الثاني، إلا أننا لعبنا بدفاع متراص، وخرجنا بمرتدات عديدة، حيث سنحت أمامي ثلاث كرات لم تصب الشباك".
مضيفا "يجب أن نستلهم من تلك المواجهة الروح القتالية كي نعود من أستراليا بنتيجة إيجابية، لكي تعطينا دفعة أكبر عندما نستضيف الأردن في الكويت والتي نطمح أن نحقق فيها الفوز حتى نذهب إلى تايباي وتكون فرصنا بأيدينا في الجولة الأخيرة".
في المواجهات المباشرة أمام الأردن تمكن الأزرق من تحقيق الفوز 8 مرات مقابل 5 هزائم، وفي حال سارت الأمور كما يشتي المطوع وزملاءه عند استكمال التصفيات فسنرى الكويتي في الدور النهائي بعد طول غياب، ليستمر حلم التأهل إلى قطر ٢٠٢٢ قائما.