تشافي: الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية يبعث الأمل بمستقبل أفضل
موقع الفيفا
بقلم تشافي هيرنانديز، السفير العالمي للجنة العليا للمشاريع والإرث قطر 2022
تابعت الأسبوع الماضي باهتمام وشغف الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، وتوجيه التحية للطواقم الطبية والفرق العاملة في الصفوف الأمامية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد في قطر والعالم، ممن يخاطرون بحياتهم خلال هذه الظروف غير المسبوقة.
وأود أن استهل حديثي بتقديم التحية والعرفان لكافة العاملين في القطاع الطبي وغيره من القطاعات الحيوية كالنظافة والصيدلة والطيران، ممن يعملون بلا كلل لتوفير الغذاء وتقديم الرعاية والدواء لنا، ونقل العالقين بعيدًا عن أوطانهم إلى عائلاتهم. وأقول لكم إن ما تبذلونه من جهود استثنائية خلال هذه الأزمة يجعل منكم وبحق أبطال هذا الجيل، وسنظل ممتنين لكم إلى الأبد.
لم تستثن الأزمة الحالية دولة قطر التي أعتبرها وبكل فخر وطني الثاني. وقد تابعت سرعة استجابة السلطات القطرية للأزمة بكل حزم وثقة في أوقات بالغة الصعوبة. ويبقى الأمل الذي يضيء لنا الطريق في قطر وحول العالم، وقد جاء الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية الأسبوع الماضي محمّلاً بدلالات رمزية أهمها أن المستقبل الذي ينتظرنا سيكون أفضل من الحاضر، وأن قطر تواصل مسيرتها رغم التحديات.
أثار إعجابي تكريس الحفل لتحية العاملين في الخطوط الأمامية والذي جاء ملائماً ومناسباً في توقيته. إنني أشعر بالفخر لمشاركتي في هذه الرحلة مع دولة قطر، ولدوري كسفير للجنة العليا للمشاريع والإرث منذ عام 2016.
كتب صديقي تيم كاهيل، سفير اللجنة العليا، مقالة مؤخراً تحدث فيها عن بطولة قطر ٢٠٢٢ باعتبارها فرصة مميزة للتعافي من تداعيات الأزمة الراهنة. فمن المتوقع أن تكون البطولة أول حدث عالمي كروي يقام بعد زوال الوباء، وهو ما أكد عليه السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ في حديثه خلال برنامج الإعلان عن جاهزية الاستاد على قنوات "BeIN Sports".
أتفق تماماً مع تيم كاهيل وناصر الخاطر؛ فالمسؤولية والفرصة متاحة أمامنا، نحن المشجعين واللاعبين والمدربين والسفراء والإداريين ومواطني بلدان المنطقة، لتنظيم أفضل نسخة في تاريخ بطولة كأس العالم، بطولة توحّد الجميع عقب تلك الفترة غير المسبوقة من التباعد بين الأفراد في كافة المجتمعات حول العالم.
لا شك أن كرة القدم تمتلك القدرة على إعادتنا، ولو بشكل بسيط، إلى الحياة الطبيعية. فقد استؤنفت الأنشطة الرياضية في بعض البلدان حول العالم. وتغيرت توجهات العديد من اللاعبين من مجرد الإستمتاع بالامتيازات إلى العطاء للمجتمعات. لقد علمتنا تلك الأزمة دروساً في الحياة. وأعتقد أن الجميع الآن أصبح يقدر الأشياء البسيطة أكثر مما مضى بعد أن عشنا جميعاً هذه التجربة الإستثنائية.
أؤمن بأن كرة القدم قادرة على توحيد الثقافات والبلدان والشعوب على اختلافها، وستكون لدينا الفرصة في أن نجعل من قطر ٢٠٢٢ احتفالية تقرّب بين الناس من جديد عقب تجاوز هذه الأزمة، وأن نتطلع أكثر من ذي قبل لتنظيم بطولة مذهلة ومميزة ستأتي في وقت يحتاج فيه العالم بأسره إليها.