إنجازات كروية مثيرة للإعجاب حققتها قطر في طريقها إلى استضافة كأس العالم 2022
اللجنة العليا للمشاريع والإرث
ظهرت كرة القدم في البلاد لأول مرة في أواخر الأربعينات من القرن العشرين، وقد شهدت تطوراً سريعاً مع أوائل الخمسينات، عندما أصبح استاد الدوحة أول ملعب عشبي من نوعه في منطقة الخليج العربي. افتُتح الاستاد رسمياً عام ١٩٦٢، ولكنه كان قد بدأ باستضافة الألعاب التنافسية للهواة على أرضه منذ أوائل الخمسينيات.
وفي عام ١٩٧٣، استضاف هذا الاستاد التاريخي القريب من الكورنيش كلاً من الملاكم الأسطوري محمد علي ونجم كرة القدم الفائز بكأس العالم FIFA™، بيليه، والذي لعب مع فريق نادي "سانتوس" الشهير وأبهر جماهير الدوحة بمهاراته. ويُقال أن المهاجم البرازيلي حصل على أول بطاقة صفراء في مسيرته الكروية أثناء هذه المباراة، إلا أنه لا دليل على صحة هذه الراوية حتى يومنا هذا.
مع اقتراب نهاية سبعينات القرن العشرين، أنشأت قطر استاد خليفة الدولي ليصبح مقراً جديداً لمنتخبها الوطني، وقد أُقيمت العديد من المسابقات العالمية ومباريات كرة القدم المهمة على أرضية هذا الاستاد، مما يعزز من مكانته كأحد أهم الاستادات المستضيفة لكأس العالم FIFA™، وإعداده ليكون جزءاً هاماً من أحداث كبرى في المستقبل.
في عام ١٩٨١، حققت قطر نتائج مثيرة للإعجاب على المستوى الدولي، حيث تأهل منتخب قطر للشباب إلى نهائي بطولة كأس العالم FIFA™ تحت ٢٠ عام (EN) في أستراليا بعد تغلّبه على كل من البرازيل (٣-٢) وإنجلترا (٢-١) على التوالي في طريقه نحو المباراة النهائية، ولايزال اللاعب السابق بدر بلال- الذي أحرز هدف الفوز لقطر في نصف النهائي- يتذكر تلك اللحظة التاريخية التي سدد فيها ضربة مقصية رائعة أدت إلى الفوز على إنجلترا، حيث يعتبرها "أعظم لحظة على الإطلاق" في مسيرته الكروية.
بيد أن إنجازات كرة القدم القطرية لم تقف عند هذا الحد، بل واصلت تطورها حتى صارت حديث الأوساط الكروية، ففي عام ١٩٨٤، تأهل منتخب قطر إلى دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة، حيث تعادل بنتيجة ٢-٢ مع منتخب فرنسا في المباراة الافتتاحية لبطولة لوس أنجلوس قبل خروجه من دور المجموعات.
وفي عام ١٩٨٨، استضافت قطر بطولة كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة، وبعد أربعة أعوام، أصبح منتخب قطر الوطني حديث الصحف في إسبانيا، حيث قاد المدرب الأسطورة إيفاريستو دي ماسيدو منتخب قطر الأولمبي للوصول حتى ربع النهائي لمباريات كرة القدم في أولمبياد برشلونة ١٩٩٢، إلى أن خسر أمام منتخب بولندا بهدفين نظيفين ٢-٠ في مباراة ملحمية على استاد كامب نو المهيب، معقل نادي برشلونة.
وفي العام نفسه، قاد المهاجم الكبير مبارك مصطفى قطر لإحراز باكورة ألقابها في بطولة كأس الخليج العربي التي أقيمت على أرضها وبين جماهيرها في الدوحة آنذاك، لتثير بذلك بهجة جميع عشاق كرة القدم في البلاد.
وبعدها بثلاثة أعوام، حلّ أفضل لاعبي العالم ضيوفاً على قطر مرة أخرى في نسخة ١٩٩٥ من كأس العالم FIFA™ تحت ٢٠ عام، التي أُقيمت في الدوحة، حيث كانت المباراة النهائية بين الأرجنتين والبرازيل بحضور ٦٥ ألف مشجع.
تمكّن منتخب قطر الوطني من حصد الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية ٢٠٠٦ التي أقيمت في الدوحة بالفوز على منتخب العراق في المباراة النهائية بنتيجة ١-٠. مؤخراً، تربعت قطر مرة أخرى على عرش كأس الخليج العربي –بعد فوزها السابق في عام ٢٠٠٤– بحصولها على لقب البطولة في المملكة العربية السعودية عام ٢٠١٤.
في الثاني من ديسمبر ٢٠١٠، تغير مسار تاريخ الرياضة للبلاد إلى الأبد عندما فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA ٢٠٢٢™.
وفي عام ٢٠١٤ تُوّج جيل فتيّ واعد من لاعبي كرة القدم القطريين المتخرجين من أكاديمية التفوق الرياضي (أسباير) بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم تحت ١٩ عام.
واصل العنابي نجاحاته بعد الفوز ببطولة الشباب، حيث تُوّج منتخب قطر الوطني بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم ٢٠١٩، وقد شكّل هذا النجاح لحظة تاريخية في كرة القدم العالمية.
وفي السنة ذاتها، شارك المنتخب الوطني للمرة الأولى في بطولة كوبا أمريكا ولعب أمام نجوم لامعة في كرة القدم، أمثال ليونيل ميسي وخاميس رودريغيز.
بات الأمل في تحقيق المزيد من النجاح والتنافس أمام نخبة من لاعبي كرة القدم في العالم، يحدو اللاعبين والمشجعين في البلاد إلى السير قدماً في الطريق نحو ٢٠٢٢.