الصمت يخيم على طوكيو بدلا من الضجيج مع حلول الموعد الأصلي لختام الأولمبياد
وكالات
في عالم مواز بعيدا عن فيروس كورونا المستجد، كانت الأنظار كلها ستتجه غدا الأحد إلى الاستاد الأولمبي في طوكيو لمشاهدة حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية .2020
كان الرياضييون سيحزمون حقائبهم استعدادا للعودة إلى الديار بعد مسيرة حافلة وربما محبطة في الأولمبياد، مع ترديد عبارة "سايونارا واريجاتو" والتي تعاني وداعا وشكرا باللغة اليابانية.
ولكن مع العودة إلى الواقع ، فلا توجد احتفالات في طوكيو حيث اعتادت العاصمة اليابانية على الصمت بدلا من ضجيج الرياضيين والسائحين في ظل استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقالت السباحة اليابانية الشهيرة ريكاكو إيكي قبيل المراسم المتواضعة للاحتفال بتبقي عام واحد على انطلاق دورة الألعاب الصيفية التي تأجلت للعام المقبل بفعل الجائحة "نحتاج إلى قوة الأمل لتجاوز المحن".
الألعاب النارية أشعلت السماء في أول احتفالية من هذا النوع في 2019 لكن هذه المرة كانت الأجواء الاحتفالية محدودة للغاية.
إيكي كانت نجمة دورة الألعاب الآسيوية 2018 إذ فازت بست ميداليات ذهبية في جاكارتا، الفتاة الذهبية لليابان كادت أن تصبح الوجه الحقيقي لدورة الألعاب الصيفية لكنها أصيبت بسرطان الدم (لوكيميا) لتتأجل آمالها الأولمبية إلى دورة باريس .2024
اللجنة المنظمة للأولمبياد تتبع نفس الأسلوب في عملية الاستعداد، وسط تزايد التساؤلات، إلى أي حد ستكون العاصمة اليابانية آمنة عند وصول حوال 15 ألف و400 رياضي أولمبي وباراليمبي بعد 12 شهرا؟ هل سيتم السماح للجماهير الأجنبية فقط بزيارة المواقع الأولمبية أم سيتم السماح للمواطنين أيضا؟ هل سيتم السماح بحضور الجماهير من الآساس؟
وماذا عن المتطوعين، الآلاف من الصحفيين والمسؤولين الذي يعملون في الخلفية؟ ، كيف يمكن حمايتهم من كورونا، وفي الجانب المقابل كيف سيتم حماية مواطني طوكيو منهم؟
بعض الرموز الرئيسية في طوكيو تحدثت مرارا عن أن هناك حاجة للانتظار لعدة أشهر قبل التعرف على الإجابات، وهذا لا يعتبر بمثابة تكلفة هائلة مقارنة بمليارات الدولارات، تكلفة التأجيل.
أثار كورونا على اليابان لم تكن مجحفة في ظل إصابة 45 ألف شخص ووفاة ألف شخص من بينهم، لكن هذه الأعداد تتزايد بدلا من انخفاضها ، حيث كانت العاصمة طوكيو هي الأكثر تضررا مقارنة بباقي المدن اليابانية.
وأصيب بطل الغطس الياباني كين تيراوتشي مؤخرا بكورونا بحسب وسائل الإعلام المحلية ليصبح أول رياضي ياباني متأهل للأولمبياد يصاب بالعدوى.
ودشنت الحكومة اليابانية مؤخرا حملة لتشجيع السياحة الداخلية في البلاد، ورغم ارتفاع أعداد المصابين، فلا ترى الحكومة أن هناك حاجة لإعلان حالة الطوارئ، كما أنها لم تفرض حالة الإغلاق الكلي منذ بداية الأزمة.
لكن الوضع القائم لا يقتصر على اليابان فقط لكن العالم بأسره وهو ما سيحدد مصير دورة الألعاب.
وقال يوشيرو موري رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد لمحطة "ان اتش كيه" التليفزيونية اليابانية "إذا استمر الوضع الراهن فلا يمكننا القيام بالأمر ، لا أعتقد أن الوضع الحالي سيكون موجودا في غضون عام".
وأظهر استطلاع للرأي مؤخرا أن أغلبية المشاركين أجمعوا على أن دورة الألعاب ستتأجل أو ستلغى بشكل كامل، مقابل 9ر23 بالمئة توقعوا إقامة الأولمبياد كما هو مقرر العام المقبل.
ونتيجة لكل ما سبق فإن الحمى الأولمبية ليست محسوسة في اليابان، حيث أن القرية الأولمبية التي تضم الآلاف من الشقق السكنية وصفتها وسائل الإعلام بمثابة قرية أشباح، كما تم إزالة النصب الأولمبي في طوكيو من أجل أعمال الصيانة.
وقد يتم إعادة النصب إلى موضعه في غضون أربعة أشهر، وبحلول هذا التاريخ سيكون مصير الدورة الأولمبية أكثر وضوحا.