مناقشة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة قطر في دوري الابطال
الكاس
شارك ممثلون عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والقطاع الصحي في قطر، واللجنة المحلية المنظمة لبطولة دوري أبطال آسيا 2020 لأندية غرب القارة، في ندوة عبر الاتصال المرئي لمناقشة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة قطر خلال استضافتها منافسات البطولة القارية في أجواء آمنة، والدروس المستفادة من هذه التجربة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في ظل جائحة كورونا.
وتحدث في الندوة التي جاءت بعنوان (إستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى أثناء جائحة كورونا -كوفيد19- إجراءات الصحة والسلامة) كل من الدكتور عبد الوهاب المصلح، مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ، أفازبيك بير ديكولوف، نائب مدير دائرة المسابقات وفعاليات كرة القدم في الاتحاد الآسيوي، وجوردون بيني مدير إدارة الصحة والسلامة في اللجنة المنظمة المحلية، وإدارها الإعلامي البريطاني ريتشارد كونوي.
وتناول الدكتورعبدالوهاب المصلح، في بداية الندوة عن التحديات الكبيرة لإستضافة هذه البطولة بالدوحة، قائلاً بإن فترة الإشعار قبل البطولة كانت قصيرة جداً، في الوقت الذي ينتشر فيها الفيروس بمعدلات مرتفعة في الدول التي جاءت منها الفرق المشاركة بمعدلات مرتفعة، بالتالي قمنا بإعداد بروتكول طبي لإستضافة البطولة سلم للإتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي بدوره قام بإرساله لجميع الفريق المشاركة في البطولة مسبقاً قبل وصولهم للدوحة للمشاركة في البطولة.
وأضاف الدكتور المصلح بأن البروتوكول الصحي الذي أرسل للفرق المشاركة يقوم على أساس الموجهات الرئيسية لوزارة الصحة العامة، خاصة وإن قطر قامت بإعداد خطة لرفع القيود تتكون من 4 مراحل. كما إن هذا البروتوكل الصحي شاملاً يحتوي كافة التفاصيل للوقاية من فيروس كورونا والإستجابة والتعافي من الفيروس في حال تم إكتشاف بعض الحالات. كما إن البروتوكول يتماشي مع الإجراءات التي إتخذتها دولة قطر للواصلين عبر المطار وفي مرافق التدريب والفنادق والملاعب والمواصلات. وطلبنا من جميع الفرق المشاركة ضرورة إحضار فحص فيروس كورونا وبالفعل أغلبية الفرق قامت بهذا الفحص ما عدا بعض الفرق التي تعاني دولهم من نقص في فحص كورونا.
وتابع الدكتور المصلح: قمنا أيضاً بإجراء الفحص في المطار بالرغم من شهادة فحص كورونا التي جاءوا بها. وكنا نتوقع أن تكون هناك بعض الحالات الإيجابية خلال البطولة وهذا أيضاً أحد أسباب نظام الفقاعة الطبية (التحرك المضبوط) لضمان الحد من الإنتشار طوال فترة البطولة.
وقال مستشار وزير الصحة لشؤون الرياضة والطوارئ: تفاجأنا بوجود عدد من الإصابات لدى إحدى الفرق حوالي 6 إصابات عند وصولهم للمطار منذ اليوم الأول رغم حصولهم على شهادة فحص كورونا قبل يومين من وصولهم للدوحة. ووفقاً للإجراءات المتعبة تبين لنا أن هذه الإصابات ظهرت قبل يوم من وصولهم للدوحة حيث تعرضوا للإصابة خلال حفل عشاء قبل سفرهم.
ونوه إلى إنه تم إجراء أكثر من 7900 فحص لجميع اللاعبين وأجهزة الفرق المشاركة والمنظمين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة للبطولة، بالإضافة لأعضاء الإتحاد الآسيوي لكرة القدم والعاملين بالفنادق والمسؤولين، موضحاً إن نسبة الحالات الإيجابية بلغ حوالي 1.7% مقارنة بإجمالي الفحوصات وهو معدل منخفض للغاية مقارنة بالحالات الإيجابية في الفحصوصات التي تجرى على مستوى الدولة والتي تبلغ 5% وهي أيضاً نسبة منخفضة. وقد تواصلت عمليات إجراء الفحوصات لجميع المشاركين كل ستة أيام، ما يضمن الكشف المبكر عن أي حالة إيجابية، ومن ثم الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بين المشاركين في البطولة."
وأضاف الدكتور المصلح: إن استمرار الفعاليات الرياضية يحتاج لموافقة كافة المؤسسات الرياضية للوصول لخطة يتم تطبيقها في كافة الفعالية حتى لا تصبح هذه الفعاليات عامل في إتشار الفيروس. موضحاً إن قطر نظمت هذه البطولة بنجاح والتي تضم 16 فريقاً أي بما يعادل حوالي 50% من عدد الفرق التي تشارك في بطولة كأس العالم، وهي بطولة ضخمة فقط من دون جماهير.
ونوه الدكتور المصلح أن نجاح قطر في إستضافة بطولة دوري أبطال آسيا يعد بمثابة ضمان لنا بأن الدولة جاهزة لإستضافة كافة الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى التي تخطط قطر لاستضافتها في المستقبل، ويعطينا خبرة لاستضافة أي بطولة بنفس الظروف والتحديات والدولة بالتأكيد ستكون جاهزة لادارتها بنجاح.
ووجه الدكتور المصلح رسالة شكر لجميع المشاركين في البطولة قائلاً بأنه ليس بالإمكان نجاح في هذه البطولة دون الجهود الكبيرة والتعاون من جميع الأطراف رغم فترة الإشعار القصيرة قبل استضافة البطولة.
بطولة دون جماهير:
وفي رده على سؤال حول إستضافة بطولة كأس العالم قطر 2022 دون جماهير، قال الدكتور المصلح: من وجهة نظرنا في قطر كان بإمكاننا استضافة جماهير في هذه البطولة ضمن عدد محدود والسماح بنسبة 30٪ من الجماهير في الملاعب ضمن البروتوكول الذي أرسلناه للاتحاد الآسيوي، ولكن الاتحاد الاسيوي قرر عدم حضور الجماهير للحد من إنتشار بعض الحالات بين الجماهير خلال البطولة.
أما بالنسبة لبطولة كأس العالم 2022، فإن القرار وقتها يعود للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولكننا نأمل إنه ومع ظهور اللقاح بنهاية العام الحالي وتوزيعه عالمياً في الربع الأول من 2021 من شأنه يضع حداً لهذا الوباء ويصبح إنتشاره مثله وفيروس الانفلونزا، لأننا نعلم أن أي فيروس بالعالم لا يختفي هكذا، ما لم يكون برنامج تحصين واضح يمنح لعامة الناس.
ونحن واثقون بأنه بحلول 2022 سينتهي الوباء خاصة الدول التي تعاملت معه بشكل جيد وسيكون هناك لقاحاً قريباً وبالتالي سيكون بالتأكيد جماهير في الفعاليات وسيصل العالم للسيطرة على الفيروس بنهاية 2021.
بنية تحتية قوية:
من جانبه ثمن أفازبيك بير ديكولوف نائب مدير دائرة المسابقات وفعاليات كرة القدم في الاتحاد الآسيوي، الإجراءات التي قامت بها قطر وإستضافتها لهذه البطولة، قائلاً:"نيابة عن الإتحاد الآسيوي أود أن أشكر قطر على إستضافة هذه البطولة رغم كل الظروف الصعبة، وهذه إشارة جيدة من اللجنة المنظمة المحلية". وتابع "برهنت دولة قطر للعالم إمكانية العودة الآمنة لمنافسات كرة القدم، وذلك في ضوء نجاحها في استضافة بطولة بهذا الثقل في ظل أزمة كورونا الراهنة، وتعاملها مع الحالات الإيجابية بطريقة سريعة وآمنة. ومع قرب عودة التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™️؛ ازدادت ثقتنا في إمكانية إقامة هذه المباريات في أجواء آمنة، لتشكّل التجربة القطرية في استضافة دوري أبطال آسيا لمنطقة غرب القارة جانباً محورياً في هذه الجهود."
وأضاف ديكولوف إن قطر لديها بنية تحتية جيدة لإستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وبالتالي ليس لدينا أي شك بأن البطولة ستمضي بشكل سلس، وحالياً تبقت لنا مباراة واحدة. وجميعنا نعلم إن قطر تستعد لإستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
ونوه عندما قررنا إستعادة دوري أبطال آسيا في مارس الماضي، قمنا بالعديد من المناقشات بين الدول الأعضاء، وعملنا أيضاً مع الفيفا وعدداً من الاتحادات وتم وضع إطار عمل قانوني ووضع البروتكول المناسب الذي يتضمن مشاركة الفرق والتعامل مع السيناريوهات الأخرى.
وشدد ديكولوف على الكبير الذي تم بالتعاون ما بين الاتحاد الاسيوي وقطر للإستضافة 16 فريقاً سوياً، موضحاً إن قطر تتمتع بمرافق رياضية فريدة وعلي بعد مسافات قريبة من بعضها كما لديها العدد الكافي من الفنادق ذات الخمس نجوم كلها عوامل ساهمت في موافقتنا على إستضافة قطر لهذه البطولة.
وأضاف ديكولوف: من واقع تجربتي أستطيع أن أقول لك أن اللاعب يحتاج لثلاث عناصر رئيسية لكي يشعروا بالراحة وهي أولاً: مرافق التدريب الجيدة وثانياً: الملاعب الجيدة وثالثاً: فنادق جيدة لكي يرتاحوا بعد التدريب والمباريات، وفي قطر تتوفر كافة هذه العناصر حيث تتوفر أفضل مرافق التدريب، وأيضاً أفضل الملاعب والتي ستستضيف بطولة كأس العالم 2022، بالتالي نحن سعداء بقبول طلب قطر لإستضافة هذه البطولة.
وفيما يتعلق بفريق الوحدة الإماراتي، قال ديكولوف: نظراً لوجود بعض الحالات في فريق الوحدة طلبوا تأجيل البطولة، ولكننا نظرنا للصورة الكبرى، وأبلغناهم بأننا سنواصل قيام البطولة في موعدها. وعند وصول فريق الهلال السعودي ظهرت لديهم حالات إيجابية بفيروس كورونا عند صوولهم ظهرت بعض الحالات وتم حجرهم، وأؤكد بأن كافة الفرق المشاركة تعاونت معنا بشكل جيد.
وتابع: لدينا منهج عام ليتم تنفيذه بكافة الدول الأعضاء في الاتحاد الاسيوي ونحن نعتمد الإجراءات المتبعة في الدولة المضيفة وعلى اجراءاتهم الطبية.
وإختتم قائلاً: إن الفرق استمتعت بالإجراءات والترتيبات التي تمت وبتقنية تبريد الملاعب الموجود بالمرافق الرياضية في قطر والإجراءات التي لم نكن لنحصل عليها قبل سنتين.
مواجهة التحديات:
وقال جوردون بيني، مدير إدارة الصحة والسلامة في اللجنة المحلية المنظمة، إن إستضافة بطولة كبرى حتى في ظل الظروف العادية تكون هناك العديد من التعقيدات سواء إن كانت لوجستية أو غيرها، وبوجود فيروس كورونا بالتأكيد يضاعف من التعقيدات والمصاعب وهناك العديد من التحديات، وتجعل الناس يعملون تحت ضغط شديد.
وأضاف بيني، مع وجود هذه التعقيدات والتحديات، ومن أجل تقديم بطولة جيدة حددنا نحن في اللجنة المنظمة المحلية عنصرين مهمين لاقامة البطولة ويجب التركيز عليهما هما الوقاية والإستجابة.
ونوه مدير إدارة الصحة والسلامة لأهمية توافر خطوط إتصال واضحة بين كافة الأطراف، والتأكد من إطلاع الجميع مبكراً على الإجراؤات المقررة.
وشدد بيني على أن السلامة أولاً في كل الأحوال، بالتالي هم حريصون على سلامة كل شخص منذ بداية البطولة حتى نهايتها، موضحاً إن كافة الإنشطة التي تتم خلال البطولة بدءاً من تنقل الفرق وغرف تبدل الملابس وداخل الفنادق وغيرها من الإجراءات المتعبة للحدث من إنتشار الفيروس. متبوعاً بآلية الاستجابة عالياً ينفذها فريق تم تدريبهم جيداً ويعملون بشكل يومي.
وأضاف بيني: نحن ما زلنا نتعلم بشكل يومي حول فيروس كورونا وكيفية مواجهة لضمان سلامة أي شخص في هذه البطولة، ولدينا خط إتصال للدعم على مدارس 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع بالإضافة لبريد إلكتروني للتواصل وهناك فريق دعم متكامل.
وعن سلوك المشاركين في البطولة ودوره في الحد من إنتشار الفيروس، قال بيني: لدينا مجموعة من الأشخاص الذين يؤمنون بأن السلوك عامل مهم لكافة الفرق للحد من الفيروس ولدينا برنامج توعوي وبرنامج تدريبي بهدف إيصال رسالة مهمة وهي ضمان الجميع يتبعون كافة الإجراءات.