همام طارق: حلمنا الكبير اللعب في كأس العالم قطر 2022 بعد غياب طويل
موقع الفيفا
لم يكن يخطر ببال جماهير العراق أن بطولة كأس آسيا تحت 19 عاماً 2012 ستُعلن عن ولادة جيل موهوب كان من بينهم شاب يافع يملك مهارات فذة ويلعب بقدمه اليسرى منطلقاً بسرعة ويتحرك مثل "الزئبق" ويملأ الملعب بحركته الدؤوبة متخذاً من شغفه الكبير بكرة القدم وقوداً لكي يقدّم أقصى ما لديه فوق المستطيل الأخضر.
لا يُمكن التصديق أنه خلال السنوات الثمان الماضية شارك همام طارق في كل البطولات الممكنة "بعضها أكثر من مرة" مثل كأس آسيا تحت 19 سنة، وكأس العالم تحت 20 سنة FIFA، وكأس الخليج، وتصفيات كأس العالم FIFA، وتصفيات كأس آسيا ثم نهائيات كأس آسيا، وكأس آسيا تحت 23 سنة كما خاض عدة تجارب احترافية في إيران والإمارات ومصر.
يا لها من سيرة مليئة لشاب لم يُنهِ بعد عامه الـ24، وعندما سئل النجم العراقي عن ذلك أجاب في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com: "أشكر الله على ما حقّقته حتى الآن. هذا توفيق كبير وشرف عظيم بأن أحمل قميص منتخب العراق في كل تلك البطولات،" ويضيف ضاحكاً "ما زال لديّ الكثير، هدفنا المقبل التأهل لكأس العالم، أنا متأكد أن هذا هو ما نريده جميعاً. العراق بلد كبير وشعبه يستحق منا التضحية ونحن كلاعبين سيكون تركيزنا منصب على إتمام هذه المهمة."
حلم كأس العالم
شرح النجم الموهوب من خلال الحديث معه على الهاتف من مدينة الإسماعيلية المصرية، حيث يحترف طارق مع الإسماعيلي في الدوري المصري، الموقف الحالي لمنتخب "أسود الرافدين" في تصفيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ "نحن في صدارة المجموعة الثالثة، ولدينا ثلاث مباريات بتسع نقاط، وهدفنا الأول هو الفوز بها جميعاً. نريد أن نتأهل من موقع الصدارة للدور النهائي من أجل مواصلة حلمنا الكبير واللعب في نهائيات قطر بعد غياب طويل منذ المكسيك 1986."
حقق العراق مسيرة أكثر من جيدة في التصفيات حتى الآن، إذ انتصر في ثلاث مباريات منها واحدة على إيران (2-1) وتعادل مرتين كانتا أمام البحرين (ذهاباً وإياباً). ويقول طارق حول هذه النتائج "كانت المباريات الخمس قوية حيث عدنا بانتصارين خارج الديار أمام هونج كونج وكمبوديا، وتعادلنا مع البحرين في المنامة، ثم حققنا الفوز المهم على إيران في العاصمة الأردنية عمان. بعد ذلك تعادلنا من جديد مع البحرين في الأردن إياباً وبالنظر لهذه النتائج أعتقد أننا نبلي البلاء الحسن."
وأكد قائلاً "تطوّر منتخب البحرين في العامين الماضيين، وأصبح يقدم كرة جميلة ويحقق النتائج أيضاً. لقد فازوا بكأس غرب آسيا في العراق، وكأس الخليج في قطر وأرى أن التعادل معهم كان عادلاً في اللقاءين. أتمنى أن يتأهلوا رفقتنا للدور النهائي لم لا. أما إيران فنعرف أنها دوما من المرشحين للتأهل لكأس العالم، ولذلك كانت مباراتنا معهم أشبه بالنهائي، لا يمكن الخسارة أمامهم. المباراة الأولى كانت مثيرة وقوية، قدمنا فيها مجهوداً كبيراً وأعتقد أن هدف الفوز الذي أتى في اللحظات الأخيرة هو مكافأة للاعبين على ذلك. كانت مباراة بـ6 نقاط، وخسارتهم الأولى أمام البحرين تجعلهم بوضع مشكوك فيه الآن".
لعب كل العراق والبحرين خمس جولات قبل التوقف بفعل جائحة كورونا، أما منتخب إيران فخاض أربع جولات، وعليه أن يفوز بالمباريات الثلاث قبل أن يواجه العراق ربما على تذكرة العبور للدور النهائي. ويقول همام عن مواجهة إيران "نعرف أنهم سيبذلون أقصى ما لديهم من أجل الحصول على النقاط التسع قبل مواجهتنا. سنكون مستعدين لهذا بالتأكيد، ونحن كذلك نريد أن نصل للجولة الأخيرة متصدّرين."
الصبر والمثابرة
تواجد همام بعيداً عن عائلته خلال فترة الإغلاق العالمية التي فرضتها جائحة كورونا حيث بقي في الإسماعيلية وتحدّث عن هذه التجربة الصعبة بالقول "كان وقتاً عصيباً أن أكون بعيداً عن عائلتي، ولكن كانت الأمور جيدة هنا، فلدي أصدقاء وسكان المدينة رائعون. أمضيت الكثير من الوقت وأنا أتدرب منفرداً في المنزل للحفاظ على اللياقة البدنية بانتظار عودة النشاط. وها نحن نكمل البطولة وقاربنا على إنهاء الموسم الطويل."
يملك همام شغفا كبيراً كلما أتى الحديث عن المنتخب العراقي "لم نخض أي مباراة منذ وقت طويل، لكن عندما يحين موعد المباريات سنكون جاهزين للإنخراط سريعاً ورفع المستوى الفني من أجل استكمال التصفيات. أعتقد أن عام 2021 سيكون مزدحماً بالمباريات الدولية ولكن لا ضير من ذلك لأنه قد يكون أفضل حتى نبقى في تواصل دائم وتكون النتائج أفضل في كل مرة."