استاد الريان يحصل على شهادات مرموقة في الاستدامة
اللجنة العليا للمشاريع والإرث
حصل استاد الريان، أحد الاستادات الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، على ثلاث شهادات مرموقة في استدامة التصميم والبناء وإدارة التشييد وكفاءة استهلاك الطاقة، من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" وذلك تقديراً للالتزام بمعايير الاستدامة في كافة مراحل أعمال البناء في الاستاد المونديالي.
وبعد الانتهاء من أعمال التدقيق النهائية؛ منحت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير "جورد" استاد الريان شهادات "جي ساس" في التصميم والبناء بمستوى أربع نجوم، وفي إدارة التشييد من الفئة (أ*)، وفي نسبة كفاءة الطاقة الموسمية.
في تصريح له بهذه المناسبة؛ أعرب المهندس جاسم تلفت، المدير التنفيذي للمنشآت الرياضية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن سعادته بحصول الاستاد على شهادات الاستدامة، مشيراً إلى أن تطبيق معايير المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" يلقي الضوء على مدى التزام اللجنة العليا تجاه معايير الاستدامة، وأهدافها الرامية إلى ترك إرث دائم لاستضافة قطر بطولة كأس العالم ™FIFA على صعيد الاستدامة، وتقدّم بالتهنئة إلى كل من شارك في تصميم وتشييد هذا الاستاد المونديالي المبهر.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للاستاد المونديالي 40 ألف مشجّع، ويشهد حالياً المراحل النهائية من أعمال البناء، استعداداً للإعلان عن اكتمال العمل به قريباً، ليصبح رابع الاستادات جاهزية لاستضافة منافسات البطولة، بعد استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب، واستاد المدينة التعليمية، على أن يكتمل العمل في تشييد الاستادات الأربعة المتبقية وهي استاد البيت، واستاد الثمامة، واستاد راس أبو عبود، واستاد لوسيل، قبل وقت كافٍ من انطلاق مباريات المونديال في 21 نوفمبر 2022.
من جانبها قالت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "منذ انطلاق أعمال البناء في استاد الريان كانت الاستدامة في صميم العمل في المشروع. فقد التزمنا بإعادة استخدام وتدوير المواد الناتجة عن إزالة الاستاد القديم، ونفخر بالاستفادة من الكثير من هذه المواد في بناء الاستاد الجديد. وكما هو الحال في كافة مشاريع بطولة قطر 2022؛ جرى منح الأولوية في التوريدات للمقاولين الفرعيين المسجلين محلياً، واستخدام المواد المعاد تدويرها."
وجرى تشييد استاد الريان في موقع استاد أحمد بن علي، ويستضيف سبع مباريات في بطولة قطر 2022 من مرحلة المجموعات حتى دور الستة عشر. ومن المقرر خفض الطاقة الاستيعابية الاستاد إلى النصف بعد تفكيك الطبقة العلوية من مقاعده عقب إسدال الستار على منافسات المونديال، والتبرّع بـ 20 ألف مقعد لإنشاء بنية تحتية لرياضة كرة القدم في قطر وخارجها، ليصبح الاستاد بعدها مقراً لنادي الريان الرياضي العريق، أحد أشهر الأندية في دوري نجوم قطر.
وشهد تشييد استاد الريان إعادة استخدام أو تدوير المواد الناتجة عن إزالة الاستاد القديم، مع تسجيل الحد الأدنى من مخلفات البناء والهدم، وقد حقق المشروع معدل استفادة من نواتج الحفر بنسبة تجاوزت 90%. ويقع الاستاد على مقربة من محطة الرفاع في الخط الأخضر بمترو الدوحة، ما يتيح للمشجعين سهولة الانتقال إلى الاستاد خلال المباريات.
وتوّلت شركات محلية تنفيذ أعمال شكّلت أكثر من 50% من التكلفة الإجمالية للمشروع، إضافة إلى تأمين 15% من المواد المستخدمة في بناء الاستاد من مصادر معاد تدويرها. كما تضمن أنظمة كفاءة الطاقة استهلاك الاستاد مستوى أقل من الطاقة بنسبة 20% مقارنة بمنشآت مماثلة. ويستهلك الاستاد مياه أقل بنسبة 20% بفضل التجهيزات المتطورة، وإعادة استخدام المياه في ري المساحات الخضراء، علاوة على زراعة نباتات متوطنة لا تستهلك الكثير من مياه الري.
من جهته قال الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: "كان يُنظر في الماضي إلى البطولات الرياضية باعتبار أن فائدتها تقتصر على الترفيه فحسب، إلا أن دورها اليوم يتنامى كوسائل للارتقاء بالمجتمعات وأدوات لإحداث التنمية المجتمعية والاقتصادية المستدامة. ولا شك أن بطولة قطر 2022 تقدم نموذجاً عملياً على كيفية تحقيق الدولة المستضيفة لأهداف الاستدامة. ويؤكد حصول الاستاد على هذه الشهادات على التزام قطر تجاه الاستدامة البيئية، وإرساء معايير جديدة لاستدامة المرافق الرياضية في المستقبل."
ومن المقرر أن يضم الاستاد في مرحلة الإرث بعد انتهاء منافسات المونديال العديد من المرافق الترفيهية لخدمة أفراد المجتمع، بما في ذلك مرافق رياضية، ومقاهٍ، ومسارات للمشي، وغيرها.
يشار إلى أن استاد الريان يمتاز بواجهته الخارجية المتوهجة التي تتألف من أشكال مميزة تعكس جوانب مختلفة من شخصية البلاد، إذ ترمز إلى أهمية الأسرة، وجمال الصحراء، وما تزخر به من حياة برية، إلى جانب الأنشطة التجارية المحلية والدولية. ويجمع ﻛﻞ هذه العناصر معاً شكل خامس على هيئة درع يرمز إلى قيم القوة والوحدة التي يفخر بها أهل قطر.