search

    استضافة قطرية ناجحة لدوري أبطال آسيا تفتح المجال لعودة المنافسات القارية

    قنا

    نجحت دولة قطر في استضافة منافسات دوري أبطال آسيا 2020 لمنطقة غرب القارة، في الفترة من 14 سبتمبر إلى 3 أكتوبر الجاري، ما شكّل عودة آمنة لأنشطة كرة القدم القارية بعد تعليقها في مارس الماضي، بسبب التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا /كوفيد - 19/ في أنحاء العالم.

    وشهدت منافسات البطولة مشاركة 15 فريقاً من قطر والعراق وإيران وأوزبكستان والسعودية والإمارات، لاستئناف ما تبقى من مباريات مرحلة المجموعات حتى مباراة نصف النهائي، بإجمالي 36 مباراة، للفوز بمقعد غربي القارة في نهائي البطولة الأعرق على مستوى الأندية في آسيا. واستضافت المباريات أربعة استادات من بينها ثلاثة من استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
    وفي إطار الجهود الرامية إلى ضمان سلامة الجميع عملت اللجنة المحلية المنظمة للبطولة مع وزارة الصحة العامة، والاتحاد القطري لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على اتخاذ تدابير وقائية صارمة تفرض التحرّك الآمن لجميع المشاركين في البطولة ضمن نطاق محدود يقتصر على مقار الإقامة وملاعب التدريب والاستادات، وذلك عبر خدمات نقل مخصصة، ولم يُسمح لأحد بتجاوز هذا النطاق الآمن، أو مخالطة الآخرين خارج دائرة العزل الطبي الصارمة، لمنع عدوى /كوفيد - 19/، وضمان سلامة اللاعبين والإداريين ومنظمي البطولة.
    ورغم العودة التدريجية لمنافسات كرة القدم في أنحاء من العالم إلا أن دوري أبطال آسيا 2020 لأندية غربي القارة في قطر يعد أول نشاط كروي قاري، يشهد مباريات في مرحلة المجموعات، وذلك منذ تعليق مباريات كرة القدم في العالم بسبب الوباء.

    وشملت الإجراءات الاحترازية خلال دوري أبطال آسيا لأندية غربي القارة خضوع جميع المشاركين لفحص /كوفيد - 19/ عند الوصول إلى مطار حمد الدولي، وبصورة دورية خلال فترة المنافسات، واستخدام وسائل نقل آمنة، والتعقيم المنتظم للاستادات، ومواقع التدريب، ومرافق الإعلام، إضافة إلى تخصيص أطقم طبية في الاستادات طوال البطولة.
    وبلغ عدد فحوصات /كوفيد - 19/ التي أجرتها السلطات الصحية في قطر لجميع اللاعبين والإداريين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة على مدى عشرين يوماً أكثر من 7900 فحص، بهدف الكشف المبكر عن المصابين بالفيروس، ولم تتجاوز نسبة الحالات الإيجابية المسجلة 1.7%. كما شهدت فترة البطولة مراقبة يومية دقيقة لجميع المنشآت التي يتردد عليها المشاركون في المنافسات، بهدف التعامل الفوري مع أي حالات إيجابية لمنع انتشار الفيروس.
    وفي هذا السياق قال الدكتور عبد الوهاب المصلح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ، الذي قاد مبادرة إجراءات السلامة خلال البطولة: "لا شك أن دوري أبطال آسيا بطولة كبيرة، فقد شهدت مشاركة قرابة نصف عدد الفرق التي ستشارك في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى أن يتجاوز العالم أزمة كورونا في أقرب وقت ممكن إلا أن النجاح الذي حققناه في تنظيم مباريات دوري أبطال آسيا منحنا مزيداً من الثقة بقدرتنا على استقبال المشجعين واللاعبين في أي بطولة كبرى على طريق الإعداد لاستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم، وخلال البطولة نفسها في غضون نحو عامين من الآن".

    وفي سبيل ضمان التزام الجميع بإجراءات دائرة العزل الطبي المقررة وزعت اللجنة المحلية المنظمة على المشاركين في البطولة أكثر من 24 ألف كمامة و 640 لتراً من المعقمات المعبأة بأحجام مختلفة، إضافة إلى تنفيذ 78 عملية تفتيش للتأكد من الامتثال للإجراءات المتخذة في مواقع التدريب، والاستادات، والفنادق. من جانبه أشاد السيد أفازبيك بير ديكولوف نائب مدير دائرة المسابقات وفعاليات كرة القدم في الاتحاد الآسيوي، بقرار اختيار قطر لاستئناف منافسات البطولة، وقال: "بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ضمنت سلامة الجميع نجحت قطر في توفير ثلاثة عناصر أساسية لنجاح استضافة أي بطولة، وهي استادات وملاعب تدريب ومقار إقامة على مستوى عالمي. وعندما اختبرنا هذه المرافق المتطورة عن قرب خلال البطولة أصبحنا أكثر ثقة في قدرة قطر على استضافة نسخة استثنائية من المونديال في 2022".
    وأضاف بير ديكولوف: "لا شك أن اللاعبين والمدربين قد استمتعوا بمجموعة واسعة من المرافق المتطورة، وعلى وجه الخصوص تقنية التبريد المبتكرة في الاستادات، والتي أتاحت للجميع المنافسة خلال المباريات في أجواء مثالية ضمن درجة حرارة لم تتجاوز 22 درجة مئوية، في حين كانت درجة الحرارة خارج الاستادات نحو 39 درجة مئوية".
    وجاءت منافسات دوري أبطال آسيا لأندية غربي القارة بمثابة خطوة هامة على طريق استعدادات قطر لاستضافة المونديال، وفرصة لتجربة الخطط التشغيلية لثلاثة من استادات بطولة كأس العالم وهي استاد الجنوب، واستاد خليفة الدولي، واستاد المدينة التعليمية، والوقوف على جاهزيتها قبل انطلاق منافسات البطولة في العام 2022.
    وأتيحت الفرصة للاعبين خلال المنافسات للاستمتاع بميزة البطولة متقاربة المسافات، حيث الإقامة والتدريب في مكان واحد طوال فترة منافسات البطولة، بما يوفر وقت التنقل بين الاستادات... ومن المتوقع عودة العديد من هؤلاء اللاعبين إلى قطر مع منتخباتهم الوطنية للمشاركة في منافسات مونديال قطر.
    وعلاوة على تجربة أجواء الاستادات المونديالية الثلاثة، حظي اللاعبون بفرصة تجربة مواقع التدريب المتطورة والمخصصة للمنتخبات العالمية خلال المونديال، والمزودة بأحدث التجهيزات المتقدمة المطابقة لمواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كملاعب مضاءة بأرضيات من العشب الطبيعي، وصالات رياضية، ومرافق إعلامية وغيرها.
    وعلى صعيد متصل، أتاح استئناف منافسات دوري أبطال آسيا لمنطقة غربي القارة الفرصة للمتطوعين لتطوير مهاراتهم قبل انطلاق مونديال قطر 2022، وذلك عبر تضافر الجهود بين مجموعة تجربة وجاهزية البطولة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومعهد جسور، ذراع التدريب في اللجنة العليا، لتقديم برنامج تدريبي للمتطوعين خلال تنظيم المنافسات.
    ويعد البرنامج التدريبي للمتطوعين المرحلة الأولى ضمن سلسلة من البرامج التدريبية الرسمية المقرر تنفيذها بالتعاون بين الجانبين على مدى العامين المقبلين، وركزت أولى جلسات البرنامج على تدريب قادة فرق المتطوعين، تلتها جلسة موجهة للمتطوعين المشاركين في تنظيم البطولة، والذين زاروا الاستادات الأربعة قبل انطلاق المنافسات في 14 سبتمبر الماضي، وتدربوا خلالها على الأدوار الموكلة لكل منهم على أرض الواقع.
    وعقب التنظيم الناجح لمنافسات دوري أبطال آسيا لمنطقة غربي القارة، جدد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ثقته في دولة قطر، حيث طلب من الاتحاد القطري لكرة القدم استضافة المباريات المتبقية في البطولة لمنطقة شرقي القارة في الفترة من 18 نوفمبر إلى 13 ديسمبر، إيذاناً بعودة منافسات مرحلة المجموعات، بعد توقفها في مارس الماضي، بسبب وباء كورونا، وصولاً لأدوار الستة عشر وربع ونصف النهائي.
    وسيجري الإعلان قريباً عن مقر استضافة نهائي نسخة 2020 من بطولة دوري أبطال آسيا، المقرر في 19 ديسمبر المقبل، وسيجمع الفائز في منافسات شرقي القارة مع فريق بيرسبوليس الإيراني الذي حسم بطاقة الترشح للنهائي عن أندية غربي القارة بعد فوزه في مباراة نصف النهائي على نادي النصر السعودي.