search

    في نهائي كأس الأمير.. السد لتأكيد الهيمنة وقطر لاستعادة ذاكرة التتويج

    قنا

    ينشد السد ونادي قطر التتويج بلقب النسخة الثانية والخمسين من كأس الأمير لكرة القدم 2024، عندما يلتقيان غدا الجمعة، على استاد المدينة التعليمية في المباراة النهائية للبطولة، التي تحظى بالكثير من الأهمية والخصوصية في الكرة القطرية.

    ويسعى السد، الأكثر تتويجا بالكأس بـ 18 لقبا، مبتعدا بفارق كبير عن العربي أقرب مطارديه في سجل الأبطال بـ 9 ألقاب، لتأكيد هيمنته على البطولة التي يسجل فيها أرقاما استثنائية بإرث عريق وحاضر ناصع، يكرسه الوصول التاسع والعشرون للمباراة النهائية، منها أحد عشر تأهلا للعرض الأخير منذ العام 2012، حصد خلالها خمسة ألقاب.

    لكن آخر تتويج للسد بكأس الأمير كان في نسخة العام 2021 على حساب الريان بركلات الترجيح 5 - 4 بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله، حيث غاب عن النهائي في نسخة 2022، قبل أن يكتفي بالوصافة في النسخة الماضية 2023 بالخسارة أمام العربي بثلاثية نظيفة.

    وعلى الجهة المقابلة يتطلع نادي قطر إلى استعادة ذاكرة الفوز بكأس الأمير بعد جفاء طويل، حيث يعود آخر لقب إلى العام 1976 في النسخة الرابعة، عندما تفوق على العربي بأربعة أهداف لثلاثة، ليحصد آنذاك الكأس الثانية والأخيرة له بعد الأولى عام 1974، قبل أن يغيب طيلة 48 عاما عن الفوز بالبطولة، التي بلغ مباراتها النهائية أربع مرات دون تتويج، أعوام 1981 عندما خسر أمام الأهلي بهدفين لهدف، و1989 أمام العربي بهدفين دون رد، و2001 أمام السد بثلاثة أهداف لاثنين، و2004 أمام الريان بثلاثة أهداف لاثنين أيضا، ليدون في النسخة الحالية الوصول السابع للنهائي في تاريخه.

    ويشهد تاريخ الفريقين في البطولة تنافسا عريقا، حيث كان التتويج الأول لنادي قطر في النسخة الثانية عام 1974 على حساب السد تحديدا، عندما تفوق عليه بهدفين لهدف، لكن السد عاد ليرد الدين بعد 27 عاما، وذلك في نهائي النسخة التاسعة والعشرين التي جرت عام 2001 وفاز بثلاثة أهداف لاثنين، ليكون نهائي يوم غد الجمعة لحساب النسخة الـ 52 هو الثالث بين الفريقين تاريخيا.

    ويملك نادي قطر دافعا إضافيا من أجل الظفر باللقب، الذي سيمنحه مقعدا مباشرا في دوري أبطال آسيا للنخبة التي استحدثها الاتحاد الآسيوي، لتنطلق نسختها الأولى اعتبارا من الموسم المقبل 2024 - 2025 بمشاركة أفضل 24 ناديا في القارة، في حين كان السد قد ضمن المشاركة المباشرة في البطولة الآسيوية الجديدة بصفته بطلا للدوري القطري /دوري نجوم إكسبو/.

    وتبلغ الحصة القطرية في البطولة الآسيوية الجديدة مقعدين مباشرين في دور المجموعات ومقعدا في الدور التمهيدي، على أن ينال بطل الدوري وبطل كأس الأمير المقعدين المباشرين، فيما يحصل وصيف الدوري على المقعد التمهيدي، وفي حال جمع السد بين لقبي الدوري وكأس الأمير، فسيذهب المقعد المباشر الثاني لوصيف الدوري والمقعد التمهيدي لصاحب المركز الثالث في الدوري، وذلك حسب تعليمات الاتحاد القطري لكرة القدم.

    وكان فريقا السد وقطر قد قدما مستويات راقية في النسخة الحالية، واستحقا الوصول إلى المباراة النهائية عن جدارة بعد عروض مميزة في مختلف الأدوار، حيث حقق كل منهما ثلاثة انتصارات، لكن اللافت أن نادي قطر ضرب بكل التكهنات عرض الحائط وفرض نفسه رقما صعبا في البطولة، متجاوزا منافسين من العيار الثقيل.

    وعانى نادي قطر في الجولات الأخيرة من الدوري من صعوبات كبيرة، بعدما وجد نفسه طرفا في معادلة الهبوط والمباراة الفاصلة، لكن التغيير الذي أقدمت عليه الإدارة بإقالة المدرب البرتغالي هيلو سوزا وتعيين المدرب الوطني يوسف النوبي، أحدث تحولا إيجابيا في الفريق، ليحقق انتصارين متتاليين في الجولتين الأخيرتين بالدوري، مبتعدا عن خطر الهبوط والفاصلة، قبل أن يكمل مسيرة النجاح في كأس الأمير التي استهلها بالفوز على الوعب في الدور ثمن النهائي بهدفين دون رد، ثم تجاوز نادي الريان أحد المرشحين للمنافسة على اللقب بركلات الترجيح 5 - 4 بعد التعادل 4 - 4 في الوقتين الأصلي والإضافي في ربع النهائي، ثم بلغ المباراة النهائية على حساب مرشح آخر هو الغرافة وبركلات الترجيح أيضا 4 - 3، بعد التعادل بهدفين لمثلهما في الوقتين الأصلي والإضافي من مواجهة نصف النهائي، ليكبر طموح الفريق بالظفر باللقب.

    بالمقابل مر السد بمحطات صعبة خلال مشوار الوصول إلى المباراة النهائية، في مسار تواجدت فيه فرق كانت تطمح للمنافسة على اللقب، فكانت التحديات كبيرة لفريق المدرب وسام رزق، الذي وجد نفسه، عقب التتويج بالدوري، أمام ضغوطات الخروج المفاجئ من نصف نهائي كأس قطر بالخسارة أمام الوكرة بركلات الترجيح 4 - 5 بعد التعادل بهدفين لمثلهما في الوقت الأصلي، ليستهل منافسات كأس الأمير بتجاوز المرخية بصعوبة بثلاثة أهداف لاثنين، ضاربا موعدا مع الوكرة في ربع النهائي، فثأر من خسارة كأس قطر وفاز بهدف دون رد، قبل أن يلتقي الدحيل في قمة نصف النهائي التي انتهت لصالح السد بهدف دون رد، مسجلا الحضور المعتاد في المباراة النهائية، باحثا عن الثنائية بالجمع بين لقبي الدوري وكأس الأمير.

    وعرفت مسيرة الفريقين في البطولة توهجا كبيرا للعديد من اللاعبين الذين ساهموا في إنجاز الوصول إلى المباراة النهائية، حيث برز في صفوف نادي قطر كل من البرازيلي برونو تباتا متصدر هدافي النسخة الحالية بأربعة أهداف، والعاجي يوهان بولي وعلي عوض والحارس ساطع عباسي، ولاعب الوسط الإسباني الخبير خابي مارتينيز، في حين تألق في صفوف السد كل من النجم أكرم عفيف هداف الدوري، والمرشح فوق العادة لنيل جائزة أفضل لاعب في الموسم الحالي، إلى جانب الحارس مشعل برشم والإكوادوري غونزالو بلاتا، والقائد المخضرم حسن الهيدوس.

    ويحسب لمدربي الفريقين العمل الفني الكبير الذي قاما به خلال البطولة، وسط طموحات استكمال مشوار النجاح نحو التتويج باللقب الذي سيكون بمثابة إنجاز مزدوج لمدرب السد وسام رزق، المتوج بطلا للدوري قبل فترة وجيزة، فبات يسعى للجمع بين ثنائية الدوري وكأس الأمير، ليكون من بين القلائل الذين يحققون تلك الثنائية كمدرب ولاعب، بالمقابل يأمل مدرب قطر يوسف النوبي أن ينهي جفاء طويلا لفريقه مع لقب كأس الأمير دام لـ 48 عاما، وهو الذي جاء للإدارة الفنية لنادي قطر في لحظة عصيبة.