search

    اليوم العالمي للدراجات الهوائية .. وسيلة نقل مهمة ضمن جهود تحقيق التنمية المستدامة

    وكالة الأنباء القطرية

    يعد النشاط البدني المنتظم والمعتدل، مثل المشي أو ركوب الدراجات الهوائية أو ممارسة التمارين الرياضية، جزءا أساسيا للحصول على جسد سليم، يستطيع عبره الناس تحقيق مستويات النشاط الموصى بها دوليا لزيادة الأنشطة البدنية والصحية بشكل بسيط على مدار اليوم.

    وتعتبر الدراجة الهوائية رمزا عالميا لوسائل النقل المستدامة بحكم ما تنقله من رسائل إيجابية للمجتمع؛ لذا تعترف منظومة الأمم المتحدة في دعم الأعضاء على فرض الممارسات الرياضية والتربية البدنية، ومنها ركوب الدراجات ضمن مناهجها، كإحدى الوسائل الضرورية لتعزيز التنمية الاجتماعية.

    ويسلط اليوم العالمي للدراجات الهوائية الذي يصادف 3 يونيو من كل عام الضوء على منافع استخدام الدراجة الهوائية بوصفها وسيلة نقل بسيطة تستخدم منذ قرنين، فضلا عن أنها زهيدة السعر ونظيفة وداعمة للبيئة، وتسهم الدراجة في تحسين جودة الهواء، وتقليل الازدحام المروري، وتيسير الحصول على خدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الاجتماعية الأخرى لدى الفئات المستضعفة، ناهيك عن أنها تدخل ضمن أنظمة النقل المستدام، الذي يعزز النمو الاقتصادي، ويحد من أوجه التفاوت مع تعزيز مكافحة تغير المناخ.

    وفي دولة قطر، سعى القائمون في مجالي الرياضة والصحة إلى توفير جميع المرافق التي يحتاج إليها الأفراد ممن يمارسون الرياضات الفردية، مثل المشي والدراجة الهوائية، وتتميز دولة قطر ببنية تحتية تساعد على ممارسة النشاط الرياضي من خلال وجود مسارات للمشاة وركوب الدراجات الهوائية، في العديد من المنشآت الرياضية بالدولة، ومجموعة من الحدائق العامة التي يصل عددها إلى 150، بالإضافة إلى المرافق والشواطئ، بجانب زيادة عدد تراخيص الأنشطة الرياضية في القطاع الخاص إلى 1216، وقد شهد العام الماضي وحده إصدار 125 ترخيصا جديدا لمزاولة الأنشطة الرياضية، الأمر الذي يؤكد المؤشرات الإيجابية لتنامي الممارسة الرياضية في المجتمع.

    وضمن هذه الاهتمامات، استضافت دولة قطر بطولة العالم للدراجات الهوائية على الطرق 2016، حيث يعتبر هذا الحدث الأول على الإطلاق الذي تتم استضافته في الشرق الأوسط، وكان من ضمن المتسابقين ثلاثة لاعبين من المنتخب القطري.

    وتحرص جميع مؤسسات الدولة ضمن فعاليات الاحتفالات باليوم الرياضي السنوي للدولة، على تخصيص نشاطات خاصة بفعاليات ركوب الدراجات ضمن احتفالاتها بهذا اليوم، في جميع المرافق والحدائق والمناطق، ليستفيد منها الآلاف من سكان البلاد، وكي تكون جزءا حيويا ضمن ممارسات المجتمع القطري في رفع منسوب الصحة النفسية والجسدية.

    من جانبه، قال الدكتور محمد جهام الكواري رئيس الاتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون: إن الاتحاد يبذل جهودا متواصلة لنشر ثقافة استخدام الدراجات الهوائية، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية في مختلف المناسبات، والمشاركة في تحفيز أفراد المجتمع، من خلال إيجاد فعاليات تنافسية تعزز أهمية استخدام الدراجات الهوائية.

    وتابع الكواري في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الدراجة الهوائية كانت دخيلة على المجتمع قبل عقود من الزمان، لكن في السنوات الأخيرة باتت تشكل وجودا في كل بيت، لافتا إلى أن العدد الأكبر من مستخدمي الدراجات الهوائية من الذكور.

    وأثنى رئيس الاتحاد القطري على جهود الدولة في توفير مسارات وأماكن واضحة لاستخدام الدراجات، ما يؤكد على الاهتمام بها رسميا كرياضة مميزة، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الالتزام بتعليمات استخدام الدراجات الهوائية باللبس الصحيح واشتراطات السلامة ، وضرورة وضع الخوذة، والنظارات لحماية الرأس والعينين، والمكان الصحيح لاستخدام الدراجة.

    كما نبه الكواري إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الاتحاد القطري للدراجات الهوائية بزيادة عدد الفعاليات الخاصة برياضة الدراجات، لتكون أكثر مما هي عليه بقطر في الوقت الراهن؛ إذ إن المنافسات تتطلب مجهودات كبيرة لتنظيم سباقات الدراجات.

    وفي هذا السياق، تظهر الأبحاث أن ركوب الدراجات يحرق مئات السعرات الحرارية، ويساعد في تقليل الدهون بالجسم، وعليه، توصي وزارة الصحة الأمريكية بممارسة تمارين القلب مثل ركوب الدراجات لحوالي 300 دقيقة في الأسبوع، لتحقيق أكبر فائدة لفقدان الوزن، بشرط كثافة التدريب واتباع نظام غذائي صحي.

    ويوصي الخبراء بتخصيص 30 دقيقة يوميا لركوب الدراجات الهوائية في الطرقات، أو حتى باستخدام الدراجات الثابتة في الأماكن المغلقة أو الصالات الرياضية، كحد أدنى للبقاء في حالة جيدة، وجني فوائد لا يمكن إنكارها لتحسين الحياة، والاستمتاع بمزايا غاية في الأهمية، لتعزيز الصحة الجسدية والعقلية، كإنقاص الوزن، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات.

    ومن أبرز تأثيرات ركوب الدراجات على الجسم أنه يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%؛ لذا يمكن اعتباره رياضة ممتازة لتحسين صحة قلبك دون مخاطر المبالغة، أو تعريض أجزاء من جسمك للضرر، كما أظهرت دراسة أخرى ارتباطا بين ركوب الدراجات، وانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 52%.

    كما أظهرت دراسة أجريت عام 2011 أن البدء في رؤية تحسن كبير بصحة الرئة لا يستغرق سوى 175 إلى 250 دقيقة من ركوب الدراجات في الأسبوع، ومعها يمكن خفض نسبة الكوليسترول ، وتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، ووفقا لما ذكرته دراسة نشرت عام 2019، وجدت صلة بين ركوب الدراجات وزيادة الكوليسترول المفيد (HDL)، مقابل انخفاض مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، كما لاحظ الباحثون وجود علاقة بين ركوب الدراجات بنظام تمرين ثابت، وانخفاض الدهون الثلاثية.

    ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الهياكل العمرانية المأمونة المخصصة للمشاة وراكبي الدرجات الهوائية تشكل سبيلا لازما لتحقيق المساواة الصحية؛ إذ إنها تساعد على الحد من أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطانات والسكري، وبالتالي، فإن وسائل النقل النشطة المطورة ليست وسائل صحية وحسب، وإنما وسائل لتحقيق المساواة، وفعالة في خفض الكلفة.

    وتحث الجمعية العامة للأمم المتحدة كل الجهات المعنية وأصحاب المصلحة على تسهيل استخدام الدراجة الهوائية وتطوير استخداماتها بوصفها وسيلة لتعزيز التنمية المستدامة وتحسين التعليم، بما في ذلك تحسين دروس الرياضة البدنية بما يعزز صحة الأطفال والشباب، وليكون وسيلة للوقاية من الأمراض، ولتعزيز التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، ولتيسير الشمول الاجتماعي وثقافة السلام.

    ولا تزال تلبية احتياجات المشاة وراكبي الدراجات الهوائية جزءا مهما من حلول التنقل الرامية إلى المساعدة في فصل النمو السكاني عن زيادة الانبعاثات في المدن، فضلا عن تحسين جودة الهواء والسلامة على الطرق، وقد دفعت أزمة كورونا العديد من الدول إلى إعادة التفكير في أنظمة النقل فيها.

    إن اليوم العالمي للدراجات الهوائية ليس مجرد احتفال بهذه الأداة التي تتميز بحركة خالية من الانبعاثات، بل هو أيضا فرصة للعمل معا لزيادة إمكانات ركوب الدراجات إلى أقصى حد، وما يمكن أن تفعله لصحة الإنسان والبيئة، ويعد نظام النقل المستدام، الذي يعزز النمو الاقتصادي ويعزز مكافحة تغير المناخ، أمرا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقد زادت تداعيات جائحة /كوفيد - 19/ أهمية الالتفات إلى قيام العديد من المدن بإعادة التفكير في أنظمة النقل الخاصة بها.