من لوس أنجلوس 1984 إلى باريس 2024.. حصيلة تاريخية لدولة قطر في الألعاب الأولمبية
قنا
لم تغب دولة قطر عن دورات الألعاب الأولمبية منذ مشاركتها الأولى في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، حيث سجلت حضورا مميزا وأظهرت تطورا كبيرا من دورة إلى أخرى، ونجحت في احتلال مكانة متقدمة على مستوى المشاركات الخليجية والعربية في الألعاب الأولمبية بفضل الميداليات الملونة التي حصدها أبطالها على مدار المشاركات المختلفة وبلغت الحصيلة الإجمالية من الميداليات التي حققتها قطر في الدورات الأولمبية 8 ميداليات، بواقع ذهبيتين وفضيتين وأربع ميداليات برونزية.
ويتطلع الوفد القطري المشارك في أولمبياد باريس 2024 لزيادة الحصيلة التاريخية في ظل الدعم اللامحدود الذي تحظى به الرياضة القطرية والتطور الكبير الذي تشهده من دورة أولمبية إلى أخرى مما ساهم في ارتفاع الحصيلة وتقدم قطر لتصبح في المركز الأول خليجيا، والخامسة عربيا في عدد الميداليات الأولمبية.
وشاركت قطر في دورة مونتريال في كندا 1976 بوفد إداري فقط، وفي 14 مارس 1979 تم إنشاء اللجنة الأولمبية القطرية، ثم نجحت في الانضمام إلى اللجنة الأولمبية الدولية في 1980، وبعدها انضمت إلى المجلس الأولمبي الآسيوي في 1981.
وبدأت قطر المشاركة الفعلية في الأولمبياد خلال دورة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة 1984، حيث شاركت في ثلاث منافسات مختلفة هي كرة القدم وألعاب القوى والرماية، وقد نجح فريق كرة القدم في تقديم مستوى جيد خلال ظهوره الأولمبي الأول، حيث تعادل مع نظيره الفرنسي بهدفين لمثلهما بالرغم من أن المنتخب الفرنسي كان يضم عناصر مميزة وتوج بذهبية تلك الدورة، ورغم تعادل قطر مع فرنسا إلا أن الخسارة أمام تشيلي والنرويج حرمتا المنتخب القطري الأولمبي من العبور إلى الدور الربع النهائي.
وفي دورة سيول في كوريا الجنوبية 1988 كانت قطر حاضرة بوفد يضم 12 فردا منهم 8 رياضيين في ألعاب القوى، وكان مهما للغاية بالنسبة للرياضيين القطريين الحضور والتواجد من أجل اكتساب خبرات للمستقبل، خاصة أن تلك النسخة الأولمبية كانت الثانية التي تقام في قارة آسيا بعد أولمبياد طوكيو 1964 في اليابان.
ونجحت قطر في حصد أول ميدالية أولمبية خلال مشاركتها في أولمبياد برشلونة 1992، حيث شاركت وقتها بوفد مكون من 31 رياضيا، وتمكن العداء محمد سليمان من تحقيق الميدالية البرونزية في سباق الـ1500 متر للرجال، متفوقا على نخبة العدائين المعروفين عالميا في ذلك الوقت، لكنه تفوق على الجميع وقدم مستوى مشرفا أهدى قطر والخليج من خلاله أول ميدالية أولمبية في التاريخ.
كما شهدت تلك الدورة تقديم منتخب كرة القدم القطري الأولمبي مستوى مميزا نجح من خلاله في التأهل للدور ربع النهائي للمرة الأولى، حيث حقق الفوز على مصر بهدف نظيف، ثم تعادل مع كولومبيا بهدف لمثله، وخسر أمام إسبانيا التي توجت باللقب فيما بعد بهدفين دون رد، واحتل منتخب قطر المركز الثاني في المجموعة الثانية وتأهل للدور ربع النهائي لكنه خسر أمام بولندا بهدفين دون رد.
وفي دورة أتلانتا في أمريكا 1996، شاركت قطر بوفد يضم 12 رياضيا، في منافسات ألعاب القوى والرماية والطائرة وكرة الطاولة وشهدت تلك الدورة الظهور الأول للرامي ناصر صالح العطية الذي نجح في تحقيق إنجازات تاريخية فيما بعد ستبقى عالقة في ذاكرة الرياضة القطرية، كما شاركت قطر في منافسات كرة الطاولة للمرة الأولى عن طريق اللاعب حمد الحمادي الذي حقق لقب بطولة غرب آسيا وتأهل إلى أولمبياد أتلانتا.
وكانت المشاركة القطرية الخامسة على التوالي في الألعاب الأولمبية في أولمبياد سيدني الأسترالية عام 2000، وكانت المرة الأولى التي تظهر خلالها السباحة القطرية في المنافسات الأولمبية، حيث شاركت قطر بوفد مكون من 17 رياضيا في منافسات ألعاب القوى ورفع الأثقال، وكرة الطاولة، والرماية، والسباحة.
ونجحت قطر في أولمبياد سيدني 2000 في إحراز ميدالية برونزية في رفع الأثقال عن طريق الرباع القطري أسعد سعيد سيف في وزن 105 كجم، لتصبح الميدالية الأولمبية الثانية التي تحققها قطر.
وفي أولمبياد أثينا في اليونان 2004، شاركت قطر في خمس منافسات: هي الرماية والمصارعة ورفع الأثقال والسباحة وألعاب القوى، ورفع بطل الرماية ناصر العطية علم قطر في طابور العرض، وكانت تلك المشاركة هي الأكبر لقطر مقارنة بالنسخة الأولمبية السابقة، حيث بلغ إجمالي الوفد القطري 41 فردا من بينهم 20 رياضيا.
وفي أولمبياد بكين في الصين 2008، شاركت قطر في ست رياضات هي ألعاب القوى والرماية والسباحة ورفع الأثقال والمبارزة والتايكوندو، وارتفع عدد الرياضيين المشاركين إلى 22 لاعبا، بالإضافة إلى الوفد الإداري، وشهدت تلك الدورة الأولمبية مشاركة ألعاب القوى القطرية بأكبر بعثة لها برصيد 14 عداء، لتكون الأكبر مقارنة بالمشاركات السابقة في الدورات الأولمبية.
وكتبت المشاركة في أولمبياد لندن 2012 تاريخا جديدا لقطر بعد إحراز ميداليتين، واحدة فضية عن طريق معتز برشم في مسابقة الوثب العالي في منافسات ألعاب القوى، وبرونزية عن طريق ناصر العطية في منافسات الرماية في مسابقة الاسكيت، ليرتفع رصيد قطر من الميداليات إلى أربع ميداليات بواقع فضية وثلاث برونزيات.
وفي أولمبياد لندن، شاركت قطر في منافسات الرماية وألعاب القوى والسباحة وكرة الطاولة، وشهدت تلك الدورة الأولمبية ظهور المرأة القطرية لأول مرة من خلال مشاركة أربع لاعبات، وحملت بطلة الرماية بهية الحمد علم قطر في حفل الافتتاح.
وفي أولمبياد ريو بالبرازيل 2016، تواصلت الإنجازات القطرية عندما نجح بطل الوثب العالي معتز برشم في حصد الميدالية الفضية، حيث أهدى قطر الميدالية الخامسة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية.
وشاركت قطر بوفد يضم 38 رياضيا ورياضية يمثلون 10 اتحادات رياضية تشمل ألعاب القوى، كرة اليد، الرماية، الفروسية، الملاكمة، الكرة الطائرة الشاطئية، السباحة، كرة الطاولة، الجودو، ورفع الأثقال.
وجاء أولمبياد طوكيو في اليابان 2020 ليكتب شهادة نجاح جديدة لقطر في الألعاب الأولمبية، فقد تم تسجيل المشاركة الأنجح على الإطلاق بعد تحقيق ميداليتين ذهبيتين عن طريق معتز برشم في الوثب العالي وفارس إبراهيم في رفع الأثقال، وبرونزية الكرة الطائرة الشاطئية لتكون المرة الأولى على الإطلاق التي يحقق خلالها منتخب جماعي عربي ميدالية أولمبية، ويرتفع الإجمالي العام للميداليات القطرية إلى ثماني ميداليات وسط تطلعات بحصد المزيد في الدورات الأولمبية المقبلة.