خمس مواجهات بارزة صنعت تاريخ قطر والإمارات الكروي

قنا

تتوجه أنظار الجماهير الخليجية نحو المواجهة المرتقبة بين المنتخب القطري وضيفه الإماراتي على استاد "أحمد بن علي" الخميس المقبل، في افتتاح مشوارهما ضمن المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026.

ويعد تاريخ المواجهات بين المنتخبين مميزا جدا، حيث يعود لأكثر من 30 مباراة على مدار نحو نصف قرن من الزمان، ويعتبرها البعض دربي كروي خليجي من نوع خاص، في ظل استثمار البلدين الكبير عالميا في مجال كرة القدم.

واتسمت المواجهات بين قطر والإمارات بالندية بين اللاعبين في الملعب، وكذلك بين الجماهير في المدرجات، وطالما كانت نتيجة مواجهات المنتخبين، بمثابة خطوة النجاح لحصد لقب أو تحقيق إنجاز كبير.

ويعود أول لقاء رسمي قد جمع المنتخبين إلى النسخة الثانية من بطولة الخليج عام 1972، والتي استضافتها السعودية، وانتهت بفوز الإمارات بهدف سهيل سالم.

وتفوقت قطر على الإمارات (2- 1) في أول مواجهة، بينهما في نهائيات كأس آسيا عام 1980 في الكويت، وسجل وقتها منصور مفتاح هدفي قطر، وغانم الهاجري هدف الإمارات.

ويرجع أكبر فوز في تاريخ مواجهات المنتخبين إلى 10 ديسمبر 2021، عندما فازت قطر على الإمارات (5- صفر) في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب FIFA 2021، التي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي في قطر.

وفي مواجهات المنتخبين خلال السنوات الخمس الأخيرة، برز تفوق قطر على الإمارات بثلاثة انتصارات متتالية (4- صفر) و(4- 2) و(5- صفر) مقابل تعادل وحيد (1-1)، كما أن قطر تتفوق في إجمالي المواجهات التاريخية بتحقيق الفوز في 14 مباراة مقابل 9 للإمارات و9 تعادلات.

وبرزت خمس مواجهات في تاريخ مباريات قطر والإمارات، حقق من خلالها المنتخبان إنجازات مميزة في تاريخهما الكروي سواء على الصعيد الخليجي أو الآسيوي أو الدولي.

أول المواجهات التاريخية بين قطر والإمارات أقيمت في الجولة الرابعة من التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم في إيطاليا 1990، والتي أقيمت في سنغافورة خلال شهر أكتوبر من عام 1989.

المواجهة التي أقيمت في 24 أكتوبر انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، تقدم خليل غانم للإمارات، وتعادل علي السليطي لقطر، إلا إن المباراة شهدت جدلا تحكيميا بعدما تخطت رأسية محمود صوفي مهاجم قطر خط المرمى في الدقائق الأخيرة، ولكن حكم اللقاء لم يعلن صحة الهدف واحتسب ركلة جزاء بعدما أخرجها أحد مدافعي الإمارات من داخل المرمى في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.

ركلة الجزاء لم تنصف قطر وأهدرها علي السليطي بغرابة في وقت قاتل، ليضيع على قطر فوزا سهلا كان سيؤهلها إلى مونديال إيطاليا، لتنتهي المباراة بالتعادل وتحصل الإمارات على نقطة تفوقت بها على قطر في النهاية، وتأهلت إلى كأس العالم بعدما حلت ثانية في الترتيب العام للتصفيات برصيد 6 نقاط خلف كوريا الجنوبية، ومستفيدة أيضا من فوز قطر على الصين في الجولة الخامسة والأخيرة من التصفيات (2- 1)، لترفع قطر رصيدها إلى 5 نقاط ويتجمد رصيد الصين عن 4 نقاط.

ثاني المواجهات التاريخية بين قطر والإمارات أقيمت على استاد خليفة الدولي في السادس من ديسمبر عام 1992، ضمن منافسات بطولة الخليج في نسختها الحادية عشرة والتي استضافتها الدوحة.

المباراة التي جرت ضمن الجولة الرابعة في البطولة التي أقيمت من دور واحد وبمشاركة 6 منتخبات، انتهت بفوز قطر بهدف نظيف سجله محمود صوفي في الدقيقة (38)، لتحسم قطر بهذا الفوز أول ألقابها في بطولة الخليج قبل جولة على نهاية المنافسات.

ورفعت قطر بفوزها الرابع تواليا بعد التغلب على عمان (2- صفر)، والبحرين (1- صفر) والكويت (4- صفر)، رصيدها إلى 8 نقاط في الصدارة وبفارق 4 نقاط عن أقرب المنافسين، لتحسم اللقب رسميا بغض النظر عن مباراتها الأخيرة أمام السعودية في الجولة الأخيرة.

ثالث المباريات التاريخية بين المنتخبين أقيمت في افتتاح بطولة الخليج في نسختها السابعة عشرة في الدوحة، وأقيمت على ملعب السد في 10 ديسمبر عام 2004، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، وانتهت بالتعادل (2-2) وهو تعادل كان وقتها بطعم الفوز لقطر بعدما فتح لها الطريق إلى حصد اللقب الخليجي الثاني في تاريخها.

اقتنصت قطر نقطة ثمينة بتعادل دراماتيكي بعدما حولت في الدقائق الأخيرة من المباراة تأخرها بهدفين سجلهما سبيت خاطر من ركلة جزاء وإسماعيل مطر في الدقيقتين (41، 83)، إلى تعادل ثمين عبر هدفي وليد جاسم ووسام رزق في الدقيقتين (89، 90+ 1).

وبفضل تجنب الهزيمة في المباراة الافتتاحية واقتناص نقطة ثمينة، وفقدان الإمارات ثلاث نقاط كانت في المتناول، أكملت قطر المشوار في البطولة، وتأهلت ثانية برصيد 5 نقاط عن المجموعة خلف عمان (6 نقاط)، فيما ودعت الإمارات مبكرا.

وأكملت قطر المشوار في البطولة، بعدما تخطت عقبة الكويت في الدور نصف النهائي (2- صفر)، ومن ثم تغلبت على عمان في المباراة النهائية بركلات الترجيح (5- 4) بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1).

رابع المباريات التاريخية التي جمعت المنتخبين أقيمت على استاد مدينة خليفة الرياضية بالمنامة في 5 يناير 2013 ضمن منافسات بطولة الخليج في نسختها الحادية والعشرين، وانتهت بفوز الإمارات (3- 1) وذلك في الجولة الأولى ضمن المجموعة الأولى.

تقدمت قطر بهدف مبكر سجله خلفان إبراهيم من ركلة جزاء في الدقيقة (11)، لكن الإمارات قلبت النتيجة بثلاثية سجلها عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت ومحمد غريب في الدقائق (13، 28، 66)، ليكون الفوز الأول في سلسلة من خمسة انتصارات حققتها الإمارات لتفوز بلقبها الخليجي الأول بعد انتظار دام 41 عاما.

خامس المواجهات التاريخية بين المنتخبين وأبرزها طوال مبارياتهما حتى الآن، أقيمت على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي يوم الثاني من يناير 2019، ضمن منافسات كأس الأمم الآسيوية.

 المباراة التي أقيمت في الدور نصف النهائي، كان الفوز بها بمثابة خطوة كبيرة نحو اللقب الآسيوي الذي كان يحلم به جماهير البلدين، وخاصة الجماهير الإماراتية في ظل إقامة البطولة على أرضهم، ولكن النتيجة كانت مخيبة لهم، حيث حققت قطر فوزا تاريخيا على أرض الإمارات وبرباعية نظيفة سجلها بوعلام خوخي والمعز علي وحسن الهيدوس وحامد إسماعيل في الدقائق (22، 37، 80، 90+ 3).

الفوز على الإمارات كان السادس في سلسلة انتصارات منتخب قطر في البطولة بعد لبنان (2- صفر)، وكوريا الشمالية (6 -صفر)، والسعودية (2- صفر) في دور المجموعات، والعراق (1- صفر) في ثمن النهائي، وكوريا الجنوبية (1- صفر) في ربع النهائي.

تأهلت قطر بفوزها على الإمارات إلى أول نهائي آسيوي في تاريخها، لتلتقي اليابان وتتغلب عليها (3- 1) بفوز سابع تواليا، وتحصد لقبا آسيويا تاريخيا هو الأول في مسيرتها ببطولة كأس الأمم الآسيوية، قبل أن تواصل المسيرة في النسخة التالية التي أقيمت في الدوحة 2023، وتحصد لقبها القاري الثاني تواليا.