استاد أحمد بن علي جاهز لاستقبال الجمهور لمساندة منتخبنا الوطني
قنا
يستضيف استاد أحمد بن علي المونديالي لقاء المنتخب القطري ونظيره الإماراتي غدا " الخميس" في تمام الساعة السابعة مساء أولى مبارياته للمجموعة الأولى من المرحلة الثالثة والحاسمة للتأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وستكون الجماهير على موعد مع مشاهدة ممتعة من مدرجات الملعب العالمي الذي تزينه تصاميم جذابة من داخله وخارجه تلفت الأنظار كواحد من أجمل استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، التي حظيت بإشادة عالمية في النسخة الثانية والعشرين من بطولات كأس العالم.
ولفت الملعب، الذي تتسع مدرجاته لأكثر من أربعين ألفا، الأنظار خلال فترة المونديال التي استضاف فيها مباريات مهمة، استمتعت فيها الجماهير بمشاهدة المباريات في منشأة رائعة وخدمات مميزة داخل الملعب.
ومثلما كان الملعب شاهدا على تاريخ رياضي عالمي وقاري وإقليمي باستضافته لمباريات كأس العرب FIFA قطر 2021 ومباريات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، بالإضافة إلى مباريات السوبر الإفريقي والتركي بجانب مباريات أغلى بطولات كرة القدم القطرية /كأس سمو الأمير/، فإنه سيكون شاهدا على مرحلة جديدة للكرة القطرية في بحثها عن التأهل لمونديال 2026، حيث تكون بداية الرحلة من أرضية الملعب بمواجهة المنتخب الإماراتي بهدف الحصول على النقاط الكاملة لتكون افتتاحية لمشوار المنتخب في طريق الوصول لمونديال 2026.
واختار القائمون على أمر كرة القدم القطرية، ملعب أحمد بن علي لاستقبال المباراة، لما له من دلالة رمزية واضحة للجماهير، إذ أن الملعب يتميز بالكثير من العوامل المحفزة للجماهير لمتابعة المباريات والتشجيع وينتظر أن تدوي هتافات الجماهير القطرية في سماء الملعب دعما للمنتخب وتشجيعا للاعبيه كمصدر لقوة المنتخب الذي يخوض تحدي المرحلة الحاسمة من التصفيات تحت شعار " جمهورنا مصدر قوتنا".
وما يجعل الإستاد أكثر روعة ويجذب الانتباه عكسه للعديد من الجوانب الثقافية والتقاليد التراثية المحلية التي تتميز بها قطر ومنطقة الخليج خاصة واجهته الخارجية التي صممت بطريقة تعكس تموجات الكثبان الرملية، فضلا عن الأشكال الهندسية المميزة التي عكست جمال الصحراء والنباتات والحيوانات المحلية.
وداخل الاستاد يتم التحكم في درجات الحرارة حيث يتم استخدام تقنية تبريد صديقة للبيئة عبر محطة مركزية بسعة تبريد تبلغ "16000 طن"، تقوم بتزويده بالمياه المبردة من خلال محطة توليد الكهرباء ومن هناك لعدد كبير من وحدات معالجة الهواء المنتشرة في الموقع لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لمنطقة المدرجات والملعب.
وتم استخدام أكثر من 80 بالمئة من مواد البناء من الملعب الأصلي لنادي الريان الذي كان يشغل الموقع سابقا، في حين جرى الاحتفاظ بالأشجار المحيطة بالملعب القديم بعناية، وزيادة المساحات الخضراء والأشجار لتكون متنفسا للجماهير التي يمكنها قضاء وقت ممتع وتناول الوجبات في مطاعم عالمية مختلفة، والتسوق في "مول قطر" القريب جدا من الملعب ومحطة المترو.
وتتزين مقاعد الملعب باللونين الأحمر والأسود، في إشارة لألوان نادي الريان الرياضي الذي يعتبر صرحا رياضيا وجماهيريا وصاحب تاريخ عريق في الرياضة القطرية، حيث انطلقت أجمل الحكايات القطرية التي تعيش في قلوب أهل المنطقة المعروفين بتمسكهم بتاريخهم تماما مثل حبهم لكرة القدم.
ويستفيد سكان منطقة الريان من مجموعة واسعة من المرافق والتجهيزات الرياضية، من بينها ستة ملاعب لكرة القدم، وملعب لرياضة الكريكت، ومضمار لركوب الخيل، ومضمار للدراجات الهوائية، وأجهزة لممارسة التمارين الرياضية، ومضمار لألعاب القوى، وممشى رياضي بطول 2.6 كم، إلى جانب العديد من المرافق الأخرى التي تشكل إرثا للاستاد.
وسجل الاستاد إنجازا كبيرا في معايير الأمن والسلامة، بعد إتمام 23 مليون ساعة عمل، وذلك خلال الفترة من مايو 2019 وحتى أكتوبر 2022، مما يؤكد على دقة العمل خلال فترة الإنشاء والإشراف الفني المتميز لكل المهندسين الذين صبوا عليه عصارة خبراتهم وإمكانياتهم، ليخرج الاستاد في أبهى حلة وأروع مشهد يحاكي أفخم الملاعب العالمية إن لم يكن يتفوق على الكثير منها.
وسيتمكن المشجعون عند زيارتهم هذا الاستاد الذي يقع في منطقة الريان على بعد 22 كم من وسط مدينة الدوحة من التنقل عبر مترو الدوحة الصديق للبيئة، استكمالا لتجربة مستدامة، فضلا عن وسائل التنقل الأخرى، مثل سيارات التاكسي والباصات التي ستخصص لنقل الجماهير من مناطق مختلفة إلى محطات المترو، وكذلك إلى الملعب مباشرة.
واستاد أحمد بن علي الذي يتسع لأكثر من 40 ألف مشجع، كانت أولى مباريات المونديال التي استضافها هي مباراة أمريكا وويلز في افتتاح مباريات المجموعة الثانية، ثم مباراة بلجيكا وكندا في إطار مباريات المجموعة السادسة، وبعدها استضاف مباراة ويلز وإيران في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية.
واستضاف الملعب أيضا مباراة اليابان وكوستاريكا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة، وبعدها استضاف مباراة ويلز وإنجلترا في ختام مواجهات المجموعة الثانية، ثم مباراة كرواتيا وبلجيكا في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة السادسة.
وكانت آخر المباريات التي استضافها استاد أحمد بن علي في بطولة كأس العالم قطر 2022، هي مباراة الأرجنتين وأستراليا في دور الـ 16، ليودع بعدها المنافسة بعدما استضاف بين جنباته 7 مباريات منذ انطلاق البطولة في 20 نوفمبر 2022.
واستضاف الاستاد عددا من مباريات " كأس آسيا قطر 2023" التي شهدت مشاركة 24 منتخبا، ففي الجولة الأولى من دور المجموعات استضاف مباراة أستراليا والهند، ثم مباراتي الهند وأوزبكستان، وقيرغيزستان والسعودية في الجولة الثانية، كما استضاف مباراة طاجيكستان والسعودية في دور الـ 16، وطاجكيستان والأردن في الدور ربع النهائي، والأردن وكوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي.
وفي بطولة " كأس العرب FIFA قطر 2021" استضاف استاد أحمد بن علي مباراتي تونس وموريتانيا، والجزائر والسودان ضمن الجولة الأولى من المسابقة، فيما استضاف مباراة الأردن والمغرب في الجولة الثانية، ومباراة عمان والبحرين في الجولة الثالثة.
واستضاف الاستاد مباراة كأس السوبر التركي في يناير 2021، والتي توج بها فريق بشكتاش على حساب أنطاليا سبور بركلات الترجيح (5- 3) بعدما تعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي للمباراة التي أقيمت لأول مرة خارج تركيا وأوروبا، كما استضاف الملعب أيضا مباراة السوبر الإفريقي والتي جمعت الأهلي المصري بالرجاء المغربي في ديسمبر 2021، والتي فاز بها الأهلي بركلات الترجيح (6- 5) بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بهدف لمثله.
وفي البطولات المحلية احتضن الملعب نهائي النسخة الثامنة والأربعين من كأس الأمير في 18 ديسمبر عام 2020، والتي توج السد بلقبها على حساب العربي (2- 1)، وذلك في يوم تدشين الاستاد الذي تزامن مع اليوم الوطني لدولة قطر، ليكون آنذاك رابع الملاعب التي تم افتتاحها رسميا لاستضافة المونديال، كما كان الاستاد مسرحا لنهائي النسخة الحادية والخمسين لكأس الأمير 2023، التي جمعت بين ناديي السد والعربي والتي توج بها العربي بفوزه بثلاثية نظيفة.
وبات الملعب جاهزا لاحتضان الجماهير القطرية المساندة للمنتخب في رحلة الوصول لمونديال 2026، حيث تم تزيينه بالألوان القطرية، تحفيزا للجماهير، فيما تمت تهيئة مدرجاته لينطلق منها هتاف الجماهير في مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإماراتي.