تصفيات مونديال 2026.. خمسة مكتسبات للانتصار الأول لمنتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة على حساب قيرغيزستان
قنا
حقق منتخبنا الوطني عددا من المكتسبات عقب الانتصار على منتخب قيرغيزستان بثلاثة أهداف لهدف أمس الأول الخميس، على استاد الثمامة في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك .
وقدم منتخبنا الوطني صورة هي الأفضل له في المرحلة الحالية، من خلال عرض فني راق منحه السيطرة على كافة تفاصيل المواجهة بفوارق شاسعة عن المنافس الذي ظهر متواضعا بفعل القوة والصلابة واليقظة التي كان عليها اللاعبون في المواجهة، رغم أنه ليس كذلك في الجولتين الأوليين .
واستعاد العنابي" من خلال ما قدمه في المباراة، الكثير من الوهج والشخصية التي اكتسبها من إرث الهيمنة على القارة عقب الفوز باللقبين الأخيرين لكأس آسيا 2019 و2023 تواليا، مؤكدا بذلك مضيه نحو هدفه الجديد المتمثل في الوصول إلى المونديال للمرة الأولى عبر التصفيات الآسيوية، بعدما شارك في كأس العالم الأخيرة. FIFA قطر 2022 بصفته المضيف
ويتمثل المكتسب الأول في استعادة كامل الثقة عقب البداية غير المتوقعة لمشوار منافسات المرحلة الثالثة، بعدما انقاد المنتخب القطري لخسارة مفاجئة أمام المنتخب الإماراتي بثلاثة أهداف لهدف على استاد أحمد بن علي في الدوحة في الجولة الأولى، قبل أن يكتفي بنقطة التعادل أمام كوريا الشمالية بهدفين لمثلهما على الأرض الافتراضية لهذا الأخير في لاوس .
وجاء الانتصار على المنتخب القيرغيزي ليعيد الثقة للمنتخب القطري بعد فترة من الضغوطات عاشها اللاعبون والجهاز الفني الذي يقوده الإسباني ماركيز لوبيز، في حالة من عدم الرضا من قبل الشارع الكروي المحلي حول النتائج والأداء، خصوصا بعد المقارنات التي عقدها البعض، بين مستوى المنتخب خلال المرحلة الثانية من التصفيات وكأس آسيا الأخيرة، وبين الانطلاقة غير المرضية للمرحلة الثالثة والحاسمة .
وبدد الانتصار والعرض المميز الذي قدمه اللاعبون، كل المخاوف التي انتابت الجماهير عقب الجولتين الأوليين، لتعود حالة الرضا والتفاؤل لتسود في الشارع الكروي المحلي كما كانت، رغم يقين الكثير من الجماهير القطرية بأن ما جرى مجرد عارض، بدليل حضور ما يقارب 26 ألف مشجع لمباراة قيرغيزيا على استاد الثمامة، وسط توقعات بأن يكون العدد أكبر بكثير في قادم التحديات، وهذا بحد ذاته مكسب كبير بتمتين جسور الثقة بين الجماهير والمنتخب .
المكسب الثاني يتمثل في القيمة النقطية للانتصار من خلال استعادة كامل الحظوظ في المنافسة على أحد المركزين الأول أو الثاني والمؤهلين مباشرة إلى المونديال عن المجموعة الأولى من خلال الوصول إلى النقطة الرابعة، في وقت كانت فيه أي نتيجة غير النقاط الثلاث، ستدخل المنتخب القطري في دروب وعرة من أجل تدارك الفارق النقطي الكبير الذي كان سيفصله عن مركزي التأهل المباشر، من خلال اشتراطات ستكون صعبة في قادم المشوار، خصوصا وأنه لم يلتق بعد مع أي من المنافسين المباشرين "إيران وأوزباكستان"، ما قد يثير مخاوف من فرضيات إمكانية اللجوء إلى المرحلة الرابعة من التصفيات والتي تخوضها المنتخبات التي تحتل المركزين الثالث والرابع من المجموعات الثلاث للمرحلة الحالية، بمجموع ستة منتخبات يتم توزيعها على مجموعتين، بحثا عن مقعدين موندياليين لصاحبي المركز الأول في كل مجموعة، على أن يخوض صاحبا المركز الثاني ملحقا قاريا للتأهل إلى الملحق العالمي.
أما المكسب الثالث للانتصار الذي حققه منتخبنا الوطني على نظيره القيرغيزي بثلاثة أهداف لهدف، في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، فكان بالاستثمار الأمثل لنتيجة باقي مواجهات المجموعة .
وكان منتخبنا الوطني الوحيد في المجموعة الذي حقق الفوز، حيث تعادل المنتخب الأوزبكي مع ضيفه المنتخب الإيراني بدون أهداف، فيما تعادل المنتخب الإماراتي على أرضه مع منتخب كوريا الشمالية بهدف لمثله .
وشهد ترتيب المجموعة متغيرات جوهرية على مستوى فوارق النقاط، فاحتل المنتخبان الأوزبكي والإيراني الصدارة بسبع نقاط، وجاء المنتخب الإماراتي ثالثا بأربع نقاط بفارق الأهداف عن المنتخب القطري، واحتل المنتخب الكوري الشمالي المركز الخامس بنقطتين وبقي منتخب قيرغيزيا في المركز الأخير بدون نقاط .
وقدم الانتصار مقابل تعادل المنتخبات الأربعة، عددا من الخدمات للمنتخب القطري الذي بات على بعد ثلاث نقاط فقط من المتصدرين، كما أنه حرم المنتخب الإماراتي من الانفراد بالمركز الثالث بست نقاط، وتقدم على المنتخب الكوري الشمالي صاحب المركز الخامس بفارق نقطتين، وحيد المنتخب القيرغيزي الذي ظل أخيرا بدون نقاط .
ووفقا لتلك الوضعية فإن فوزا ثانيا تواليا في الجولة المقبلة، سيضع المنتخب القطري في المركز الثاني، إن لم يكن الأول في حال خسارة أوزبكستان .
أما المكسب الرابع الذي تحقق، فكان في المستجدات التي شهدتها الطريقة التكتيكية التي تبناها المدرب، والتي سمحت بتواجد كل الأسلحة الفاعلة في توليفة واحدة، دون اشتراطات التوازن السابقة التي كانت تفرض تواجد بعض اللاعبين على الدكة، فشارك الثلاثي الهجومي " أكرم عفيف والمعز علي وادميلسون جونيور" معا، وساهموا بشكل مباشر في الفوز من خلال تسجيل المعز علي الذي صار هداف التصفيات بتسعة أهداف، وصناعة أكرم عفيف "رجل المباراة" لهدف، وصناعة إدميلسون لعدد من الفرص، ما منح المنتخب قوة هجومية ضاربة، إلى جانب التألق اللافت للاعبين الذين تمت دعوتهم بعد غياب، على غرار المدافعين عبدالكريم حسن وخوخي بوعلام، ليعرف المنتخب صلابة جيدة في الخط الخلفي، هذا إلى جانب المرونة في الخيارات من خلال تبديل المراكز بين اللاعبين وفقا لمقتضيات الأمور وقراءة المباراة .
ويتثمل المكسب الخامس والأخير، في الدوافع المعنوية الكبيرة التي اكتسبها منتخبنا الوطني من الانتصار في هذا التوقيت، وقبيل مواجهة صعبة يوم الثلاثاء المقبل، أمام المنتخب الإيراني شريك الصدارة بسبع نقاط، وهي المواجهة التي تم نقلها من مدينة مشهد الإيرانية إلى دبي الإماراتية وفق قرار من الاتحاد الآسيوي بالتشاور مع الاتحاد الدولي
وستشكل الأجواء المثالية الحالية داخل أروقة المنتخب بعد تجاوز فترة الضغوط، حافزا نحو تحضير مثالي للمباراة المقبلة بغرض تحقيق نتيجة إيجابية، ولم لا الفوز وقلب الأمور في المجموعة رأسا على عقب، رغم أن المهمة تحتاج إلى ظهور استثنائي ثان كما كانت الصورة أمام قيرغيزيا.