search

    أكرم عفيف: 2019 ستبقى تاريخية في مسيرتي

    الفيفا

    فرضت الكرة القطرية نفسها على أرجاء القارة الآسيوية خلال العام 2019، إذ شهد تتويج المنتخب الوطني بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، وبفضل نتائجه الباهرة سواء في النهائيات القارية أو التصفيات الآسيوية ومشاركته المهمة في بطولة كوبا أميركا، كان منطقياً أن يكون العنابي أفضل منتخب متطوّر على سلم التصنيف العالمي.
    ما تحقّق للكرة القطرية جاء بفضل منظومة العمل والتخطيط على المدى الطويل التي عرفت كيف تبني للمستقبل لكي تقطف الثمار، فلم يكن غريباً أن ترتقي نجاحات المنتخبات القطرية بشكل لا نظير له. ولم يتوقف الإنجاز عند الفوز بالنتائج الجماعية، بل وامتد نحو الجوائز الفردية، حيث بسط نجوم المنتخب القطري سيطرتهم على جوائز بطولة كأس آسيا وامتد الأمر لكي يتوج نجم صاعد هو أكرم عفيف على عرش أفضل لاعب في القارة الصفراء.
    وبما أن دولة قطر أبدت قدرة فائقة في مجال التحضير لاستضافة نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، يبدو أن المنتخب الوطني يسير في ذات الطريق ليس فقط لكي يظهر بشكل لائق في النهائيات العالمية، بل ومن أجل حصد النتائج.
    وللتعرّف على العديد من التفاصيل، التقى موقع FIFA.com مع النجم القطري أكرم عفيف في حوار ناقش فيه ما تحقّق من إنجازات قطرية وفوزه بجائزة أفضل لاعب آسيوي.
    موقع FIFA.com: كان عام 2019 تاريخياً بالنسبة لك..بطل آسيا، أفضل لاعب في القارة وبطل الدوري القطري، كيف تصف لنا ما حققته؟
    أكرم عفيف: بكلمة واحدة إنه مذهل، حقاً هذا أفضل ما حصل لي منذ أن بدأت لعب كرة القدم. نادراً ما يحصل لاعب كرة القدم على تلك النتائج خلال عام أو موسم واحد، ولكن بحمد الله اجتمعت كل الأمور الجيدة في 2019. تحقيق لقب آسيا لبلادنا قطر كان قد يكفيني أنا وزملائي لسنوات قادمة، فهذا شرف وفخر كبير أن ترفع علم بلادك في القمة، ولكن من يجتهد ويواظب على العمل ومن يضع الأهداف ويعمل عليها لا بد وأن يقطف ثمارها. ولكن لن نتوقف عند هذا الحد ماهي إلا البداية فقط.
    ماذا يعني لك التتويج بجائزة أفضل لاعب في آسيا؟
    هو شرف كبير لأي لاعب أن ينال هذه الجائزة. أعتقد أنها أتت بعد أعوام من العمل والتركيز في التدريبات والمباريات. أدين بالفضل لعائلتي وزملائي اللاعبين في النادي والمنتخب ولكل من يشرف على تطوير وإعداد اللاعبين القطريين لكي يرتقوا بمستواهم. كانت لحظات رائعة أن أسمع خبر التتويج بين زملائي خلال معسكرنا لخوض كأس الخليج. ومن ثم جاء تسلّم الجائزة بين أحضان المحبين في الدوحة، كانت لحظات عز وفخر. ستبقى هذه الجائزة دافعاً لمزيد من العمل لتحقيق ما هو أكثر من ذلك.
    لم يرشّح الكثيرون قطر لتحقيق شيء في النهائيات الآسيوية، إلا أنك رفعت التحدي في لقاء خاص معنا قبل السفر إلى الإمارات، كيف تشرح ما فعلتم هناك؟
    نعم، كنا نعلم ذلك. وهذا واحد من الأسباب التي رفعت من دوافعنا لكي نقوم ببطولة مثالية، رغبتنا كانت جامحة لكي نثبت للجميع أن كرة القدم القطرية قادرة على فعل ما يبدو مستحيلاً على البعض. حققنا إنجازات سابقة عندما أحرزنا كأس الخليج او الفوز بلقب كأس آسيا للشباب والمشاركة في كأس العالم، ولكن تحقيق إنجاز آسيوي جعلنا نتعاهد فيما بيننا على قلب كل التوقعات على أرض الملعب.
    وماهي الأسباب الرئيسية التي جعلتكم تحرزون اللقب الآسيوي؟
    هناك العديد من الأسباب، فخلال السنوات الماضية كان التخطيط يتم بمنهجية مدروسة. أغلب العناصر المتواجدة الآن تلقت التدريبات في آكاديمية آسباير، وتعلمنا هناك الأسس الصحيحة، ومن ثم بدأنا برنامجاً طويلاً من خلال الإنخراط بمنتخبات الناشئين والشباب. خضنا مراحل عديدة ويمكن القول أننا سبقنا الزمن المعتاد. أما على أرض الملعب فنحن فريق يقدم كرة قدم حديثة، قدمنا أسلوباً مختلفاً يعتمد على اللعب الجماعي، ولدينا العديد من العناصر التي أثرت هذا الأمر. الخبرة، القوة، المهارة، كلنا اجتمعنا تحت بوتقة فنية وتكتيكية من المدرب سانشيز. عندما تمتلك كل هذه العناصر لا بد وأن تنال التوفيق وتحقق النتائج، والحمد لله كانت كما كنا نحلم بنيل اللقب الآسيوي.
    لم يقتصر إنجازكم على الفوز باللقب فقط، فقد سيطرتم على الجوائز الفردية، وكنت أنت سيد التمريرات الحاسمة؟
    هذا ما يؤكد على أحقيتنا، فالأداء الجماعي الممتاز اقترن بأداء فردي من كل اللاعبين، وأعتقد لو أن هناك جوائز لكل المراكز لحصدنا أغلبها. لكن أن تفوز بجائزتي أفضل لاعب وأحسن حارس مرمى هو أمر يدعو للفخر، لنا جميعاً، كما أن المعز علي استحق لقب الهداف ليثبت قدراته أمام الكثير من النجوم الذين يلعبون في أوروبا. بالنسبة لي أن أحقق هذا العدد "القياسي" من التمريرات الحاسمة في بطولة واحدة فأنا أعمل دوماً على خدمة زملائي في الهجوم، أعشق هذا الدور واستمتع حين أنطلق بسرعة وأتخلص من الدفاع وأقدّم الكرات للزملاء. وعندما تسنح الفرصة اشارك في هز الشباك، هذه واجباتنا كلاعبي الخط الهجومي للعنابي أو في نادي السد أيضاً.
    أي المباريات كانت الأصعب في مشواركم التاريخي نحو اللقب؟
    أعتقد أن كل المباريات كانت صعبة مع اختلاف في درجات الصعوبة، لكن كنا نأخذ كل مباراة على محمل الجد ولا نفكر في التالي حتى ننتهي منها. لذلك كانت نسبة التركيز عالية جداً، ولن أخفي سراً أن خوض النهائي له طعم خاص فهي المباراة التي تفصلنا عن التتويج، خصوصاً وأنك تواجه اليابان صاحبة الخبرة في مثل هذه المواقف، ولكن كما شاهد الجميع لعبنا بنفس الثقة وأردنا أن نباغتهم ونجحنا بهذا، ولذلك نحن من جعل المباراة في قبضتنا ومع اللعب بجدية وحماس كبيرين، كنا متأكدين من أن النهاية ستكون سعيدة لنا. بالنسبة لي تسجيل الهدف الثالث كان بمثابة المكافأة ومن ناحية أخرى أنهى آمال اليابان بالعودة.
    وكيف كانت مشاعر الفرح عقب الصافرة الأخيرة؟
    يا لها من لحظات تاريخية، شعرنا بالفخر الحقيقي، كنا نعلم أن جماهيرنا في قطر تترقبنا حيث لم يتمكن أي منهم من القدوم لمساندتنا، ولذلك فرحتنا في أرض الملعب وعقب رفع الكأس لم تكتمل حتى عدنا إلى الدوحة. استقبال سمو الأمير في المطار كان هو المكافأة الأكبر لنا، كنا فرحين جدا لأننا جعلناه فخوراً بابناءه الذين رفعوا راية قطر في أكبر المحافل. أما الإستقبال الشعبي مع ابناء الوطن في شوارع البلاد كان عفوياً ورائعاً.
    خلال الصيف الماضي شاركتكم في بطولة كوبا أميركا التي أقيمت في البرازيل، ماهي أبرز الفوائد من هذه المشاركة؟
    كما تعلم، نحن مستضيفوا كأس العالم المقبلة، ولذلك القيادة القيادة الرياضية حريصة على توفير كل برامج الإعداد وعلى أعلى مستوى ممكن. وأعتقد أن مواجهة منتخبات أمريكا الجنوبية وخوض مثل هذه المنافسة يعتبر إيجابياً قبل الحديث عن النتائج الفنية. لعبنا مع البرازيل قبل أن نبدأ البطولة، ثم واجهنا الأرجنتين وكولومبيا والباراجواي، تجارب مفيدة للغاية، حيث واجهنا أسلوباً جديداً من حيث السرعة والقوة والمهارة.
    وكيف تنظر للمشاركة الثانية العام المقبل؟
    لقد تعلّمنا الكثير من خوض النسخة الماضية، والآن لدينا عام كامل للإستعداد لخوض البطولة في العام المقبل، آمل أن نحقق المزيد من الفوائد، ولكن سيكون هدفنا الحصول على النتائج. مع تغيير نظام التأهل أعتقد أن لدينا فرصة كبيرة في التأهل، وسنسعى بكل قوة لنكون من ضمن المتأهلين لربع النهائي ومن بعدها سنبحث عن ما هو أكثر من ذلك.
    دعنا نتحدث عن فريق السد، حققتم لقب الدوري القطري، بعد غياب خمسة مواسم. ماهي أسباب عودتكم لمنصة التتويج؟
    كما تعرف بأن السد هو أكثر من حصل على لقب الدوري، ومنذ بداية الموسم كنا نريد استعادة لقبنا الضائع، بذلنا جهدا كبيراً من أجل تحقيق هدف الفوز باللقب. لم يكن المشوار سهلاً ولكن رغبتنا وتجانس الفريق في كل الخطوط جعلتنا من نقدم أفضل مستوى ونسجل أرقاما كبيرة في عدد الإنتصارات والأهداف.
    تشكل مع الجزائري بغداد بونجاح ثنائيات فريداً في الهجوم، تشاركتما بتسجيل (65 هدفاً من أصل 100 للسد)، كيف تصف هذه الشراكة المتميزة؟
    هو أحد أفضل المهاجمين في أفريقيا ويقدم أداءاً كبيراً في خط الهجوم. صحيح أننا سجلنا هذا العدد الكبير من الأهداف لكن نحن ندين لنجاحاتنا لكل الزملاء من حارس المرمى إلى بقية خطوط الفريق. لا نلعب وحدنا بعيدا عنهم، بل نتلقى الدعم من الجميع ونحن ندين بالفضل لهم. كل يقوم بواجبه ونحن نترجم الهجمات في شباك المنافسين، انتصاراتنا نتيجة عمل جماعي وفني من الجميع.
    في نهاية العام، كنتم قريبين من لقب دوري أبطال آسيا، وشاركتم في كاس العالم للاندية FIFA؟
    فريق السد صاحب بطولات ولا يرضى إلا بالتتويجات، كنا نتطلع للفوز بلقب دوري أبطال آسيا لكن بعض التفاصيل البسيطة حالت دوننا والتأهل للدور النهائي، رغم أننا أثبتنا قدرتنا حتى في أصعب الظروف. وبعدها خضنا كأس العالم للأندية في الدوحة، كانت تجربة مفيدة بالمحصلة، واستفدنا من الدروس الصعبة. لكن لو كانت الظروف أفضل ربما لحققنا إنجازاً كبيراً لكن هذا هو حال كرة القدم، لا يوجد فريق بالعالم إلا ويمر بمرحلة صعبة وأتت تلك الفترة بالتزامن مع العرس العالمي.
    كنت من بين اللاعبين القطريين الذين خاضوا تجارب احترافية خارجية في أوروبا. كيف ساهمت هذه التجارب في تطور مستواك، وهل تتطلع لتجارب جديدة؟
    الخروج للإحتراف أيضاً أحد نتائج العمل الإداري المنظم، وقد سنحت لي الفرصة في وقت مبكر، وهو ما ساعدني أنا وبقية زملائي الذين خاضوا هذه التجارب الخارجية. ساعدنا على التطور من الناحية الفنية والذهنية، وساسعى في المستقبل القريب لخوض تجارب أكبر وأطول، لكي نواصل مراحل التطوير ونعود لخدمة المنتخب الوطني في مشاركتنا المنتظرة خلال نهائيات كاس العالم.