إعلاميون يؤكدون أن تنظيم قطر لكأس آسيا 2023 يرسخ مكانتها في عالم الرياضة
قنا
لا تزال أصداء بطولة كأس آسيا قطر 2023، تتردد في عقول الجماهير واللاعبين على حد سواء.. وذلك لما شهدته البطولة من مستوى عال من النجاح والتنظيم الرائع، لتصبح تاريخية بالنسبة للمنطقة والعالم.
ولم يقتصر النجاح على الميدان الرياضي فقط، بل امتد إلى العديد من الجوانب الأخرى، مثل التنظيم الفعال والأمن والضيافة الرائعة التي قدمتها قطر للعالم.. وعلى الرغم من اختلاف الثقافات واللغات، فقد جمعتهم البطولة تحت راية واحدة وأظهرت للعالم قوة الرياضة في توحيد الشعوب.
وجاءت ردود الأفعال إيجابية من قبل الصحفيين الرياضيين والنقاد، لتعكس النجاح الكبير في تنظيم قطر كأس آسيا 2023، والتي تؤكد مكانتها كوجهة رياضية عالمية متميزة.
من جهته قال وليد الشهري ناقد رياضي سعودي خلال مداخلة وردت، ضمن برنامج "رياضة 24" على تلفزيون /France 24/: "من المستحيل التشكيك في نجاح أي بطولة رياضية تنظمها قطر، فكل حدث رياضي ينظم هناك يبقى مخلدا في الذاكرة، لتصبح قطر بذلك أفضل بلد آسيوي يبرع في مجال تنظيم البطولات الدولية والقارية، مزيحا دولا سبقته في هذا المجال مثل اليابان وكوريا الجنوبية".
وأضاف الشهري أن "المرء يعجز عن تحديد مجالات التفوق والنبوغ الرياضي الذي طبع بطولة كأس آسيا، فمن جانب الإخراج التلفزيوني وجودة الصورة ونقل أجواء الملاعب الصاخبة بشكل حي إلى البنية التحتية المتطورة الخاصة بالملاعب إلى شبكات الطرق والمواصلات، ناهيك عن الأرقام القياسية التي حطمت من ناحية مبيعات التذاكر إلى عدد الأهداف، نجد أنفسنا أمام بطولة مثالية خالية من العيوب، لنشهد بذلك حدثا رياضيا يعد الأفضل في تاريخ آسيا".
فيما قال عبدالسلام ضيف الله صحفي رياضي تونسي: "إن كأس آسيا 2023، كان عبارة عن بطولة رياضية راقية أمتعت عيون الناظرين لما تميزت به من فرجة كروية وصور تكاد تنطق ".
وأضاف أنه "من الناحية الرياضية أبلت جميع المنتخبات بلاء حسنا، وبدا جميع اللاعبين في كامل جهوزيتهم ولياقتهم، لتسود المباريات أجواء جميلة من الإثارة والتشويق التي رافقتها روح حماسية رائعة"، معتبرا أن "كأس آسيا أعادت الاعتبار للمنتخبات العربية بوصول قطر والأردن للنهائي، فيما غادر عمالقة آسيا على غرار اليابان وكوريا الجنوبية البطولة باكرا".
ورأى أن "العنابي بات يترجم بجدارة معالم النهضة الكروية التي تشهدها قطر، فيما كتبت هذه البطولة فصولا عن تاريخ جديد تدونه المنتخبات العربية في سجلها الرياضي".
وحول الأصوات المشككة في صحة ضربات الجزاء التي منحت لصالح المنتخب القطري في نهائي البطولة، أوضح ضيف الله أن "التشكيك في صحة الأهداف وضربات الجزاء يعد ظاهرة طبيعية إثر كل مباراة لكن أن يتحول الأمر إلى تشكيك في شرعية الاستحقاق الذي حظيت به قطر، فإن هذا يدعو إلى الاستياء حقا، فتقنية الفار والإعادة التلفزيونية أصبحت قادرة على تحديد مواطن الشك وإزالة كل اللبس"، معتبرا أن "هذا التشكيك لا مبرر له ولا ينبغي أن يغطي حقيقة تفوق المنتخب القطري وأحقيته في انتزاع هذا الفوز بكل جدارة".
وفي السياق ذاته علقت صحيفة "الرياض" السعودية في عمود للأخبار والتعليقات الرياضية بعنوان /في الشباك/ "أنه من الطبيعي أن تخرج بطولة كأس آسيا بتلك الصورة الجميلة، وبعد النجاح الكبير الذي حققه الأشقاء في قطر في استضافة وتنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022، من الطبيعي أن يتواصل النجاح وتخرج بطولة كأس آسيا لكرة القدم بتلك الصورة الجميلة الزاهية من يوم الافتتاح إلى يوم الختام، وتبرز إمكانات دولة قطر وحكومتها وأبناءها، فألف مبارك لهم على اللقب والنجاح في الاستضافة".
كما أشار حسن المستكاوي كاتب رياضي مصري، في مقال بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية بعنوان "أيام كرة القدم المبهجة" إلى أن كرة القدم ظلت تنثر البهجة والدراما في آسيا وأفريقيا على مدى شهر كامل، وتبث رسائل السلام والمحبة والتعارف. كم شهدت البطولة مفاجآت وتغييرا في خريطة اللعبة بظهور قوى جديدة، فخرجت منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران والإمارات والعراق وأستراليا، بينما نجحت منتخبات فلسطين وسوريا وإندونيسيا وطاجيكستان في بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخها، وهو الرقم الأعلى للقادمين الجدد منذ استحداث الأدوار الإقصائية، كما نجح منتخب الأردن في بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وأضاف الكاتب أن قطر حققت اللقب للمرة الثانية على التوالي، وحققت نجاحا مبهرا في التنظيم واستضافة ملايين المشجعين للمرة الثانية بعد المونديال .. مؤكدا أن كأس آسيا لا يتعلق أبدا بما يحدث على أرض الملعب فقط، إن كل بطولات كرة القدم الدولية تدور حول القوة الناعمة، وباتت البطولات عرضا للمستوى الحضاري والثقافي والاجتماعي للأمم .
ومن جهته قال أحمد البهدهي كاتب بحريني، في مقال بصحيفة "الأيام" البحرينية بعنوان /شكرا... قطر/: "وأخيرا أسدل الستار على أفضل وأنجح نسخة على الإطلاق لبطولة كأس آسيا لكرة القدم، والتي أقيمت على مدار شهر تقريبا في العاصمة القطرية الدوحة أو ما تسمى بعاصمة الرياضة العالمية، بطولة نجحت بكل المقاييس من خلال تحطيم الأرقام القياسية في الحضور الجماهيري الكبير الذي وصل لأول مرة إلى مليون و509 آلاف مشجع، كما أن النجاح التنظيمي لكأس آسيا كان استمرارا لنجاح مونديال 2022، يضاف إليه، المترو الذي لعب دورا محوريا في تيسير تنقل جماهير البطولة، حيث شهدت أعلى نسبة استخدام للمترو بلغت 6 ملايين و220 ألف راكب".
وتابع استحق المنتخب القطري الفوز بكأس آسيا بكل جدارة واستحقاق، حيث قدم لاعبو العنابي ملحمة كروية أكثر من رائعة توجوا جهودهم الرائعة طوال مباريات البطولة بتحقيق لقب آسيا للمرة الثانية على التوالي، فبالرغم من تألق المنتخب الأردني في مباراة نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية، إلا أن خبرته لم تكن في المباريات النهائية كافية وقادرة على مجابهة المنتخب القطري المتسلح بسلاح الأرض والجمهور الكبير الذي حرص على دعم لاعبي العنابي بقوة، وكان عامل ضغط كبير على المنتخب الأردني.
ولفت إلى أن النهائي لم يكن اعتياديا بحسب العديد، فللمرة الأولى بتاريخ نهائيات كأس آسيا، شهدت المباراة ثلاث ركلات جزاء جاءت لصالح المنتخب القطري .
واختتم البهدهي بقوله، نبارك للقيادة القطرية والشعب القطري والمنتخب القطري على هذا الإنجاز الآسيوي، وهذا ليس بغريب على دولة تصنع إنجازاتها بحرفيه واستراتيجية مستقبلية للرياضة.. شكرا دولة قطر الشقيقة على ما حظينا به من حسن استقبال وضيافة وكرم أثناء إقامتنا في دوحة الخير.. وشكرا لمن أسهم في إنجاح هذا العرس الآسيوي المتميز.